“العفو الدولية” تستنكر ترحيل لاجئين سوريين قسراً من لبنان
عنصرية وضغوط مستمرة يعاني منها اللاجئون السوريون في لبنان.
طالبت منظمة العفو الدولية السلطات اللبنانية، بالكف فوراً عن ترحيل اللاجئين السوريين قسراً إلى سوريا، مؤكدة أنهم سيتعرضون لخطر التعذيب أو الاضطهاد أو الاختفاء القسري، على يد نظام الأسد وأجهزته الأمنية.
واستنكرت المنظمة عمليات الترحيل القسري أمس الإثنين، بعدما داهم الجيش اللبناني مؤخراً المنازل التي تسكنها عائلات سورية في مواقع مختلفة في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك برج حمود في بيروت، ورحَّل إلى سوريا عشرات اللاجئين الذين دخلوا البلاد بشكل غير نظامي أو يحملون بطاقات إقامة منتهية الصلاحية، وفق ما ذكرت المنظمة في تقرير نشرته أمس.
وقالت آية مجذوب، نائبة مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة العفو الدولية: “من المقلق للغاية أن نرى الجيش يقرر مصير اللاجئين، من دون احترام الإجراءات القانونية الواجبة أو السماح لأولئك الذين يواجهون الترحيل بالطعن في ترحيلهم أمام المحكمة أو طلب الحماية ولا تجوز إعادة أي لاجئ إلى مكان تتعرض فيه حياته للخطر”.
وتابعت بالقول: “إنَّ لبنان مُلزم بموجب مبدأ عدم الإعادة القسرية في القانون الدولي الإنساني العُرفي بعدم إعادة أي شخص إلى بلد قد يواجه فيه خطر التعذيب أو الاضطهاد وبدلًا من العيش في خوف بعد الفرار من الفظائع في سوريا، ينبغي حماية اللاجئين الذين يعيشون في لبنان من المداهمات التعسفية وعمليات الترحيل غير القانونية”.
وأكدت مجذوب أنه “في حين لا يوجد عذر لانتهاك لبنان لالتزاماته القانونية، ينبغي على المجتمع الدولي زيادة مساعداته، ولا سيما برامج إعادة التوطين والمسارات البديلة، لمساعدة لبنان على التعامل مع وجود ما يقدر بنحو 1.5 مليون لاجئ في البلاد”.
ووثقت منظمة العفو الدولية في تقرير صدر في أيلول 2021، قائمة بالانتهاكات المروّعة التي ارتكبها ضباط المخابرات التابعين لنظام الأسد، بحق 66 لاجئاً سورياً عائداً، من بينهم 13 طفلاً وكان معظم هؤلاء الأطفال مُعادين من لبنان، بمن فيهم اثنان سبق أن تمَّ ترحيلهما.
وأخضع ضباط المخابرات النساء والأطفال والرجال العائدين إلى سوريا للاحتجاز غير القانوني أو التعسفي، والتعذيب وغيره من ضروب المعاملة السيئة، بما في ذلك الاغتصاب والعنف الجنسي، والاختفاء القسري، وكانت هذه الانتهاكات نتيجة مباشرة لانتمائهم المتصور إلى المعارضة السياسية السورية، وذلك ببساطة بسبب وضعهم كلاجئين، وفق ما ذكر تقرير المنظمة.
ويقدر عدد اللاجئين السوريين في لبنان بنحو 1.5 مليون لاجئ، 950 ألفاً منهم مسجلون لدى مفوضية اللاجئين بحسب الأمم المتحدة.