إدلب.. هل تتحول لصندوق رسائل بين النظام والعالم العربي؟
خبير عسكري: نظام الأسد يصعّد عسكريا بالشمال السوري موجها رسائل إلى الدول العربية التي اعترضت على عودته لجامعة الدول العربية لإكمال خطوات التطبيع.
شهدت مناطق شمال غربي سوريا في الآونة الأخيرة ارتفاعاً في وتيرة التصعيد من قبل قوات النظام وروسيا باستهدافها المتكرر منازل المدنيين بالتزامن مع خطوات التطبيع العربية المتسارعة مع نظام الأسد.
وبحسب الدفاع المدني السوري، تعرضت بلدة البارة جنوبي إدلب، مساء الإثنين، لقصف مدفعي مصدره قوات النظام وروسيا استهدف الأحياء السكنية دون أن يسفر عن إصابات في صفوف المدنيين.
وفي صباح اليوم ذاته، أُصيب 5 مدنيين بينهم طفلة جراء قصف مدفعي لقوات النظام وروسيا استهدف بلدة الأبزمو بريف حلب الغربي.
كما قُتل طفل وأُصيب 4 آخرون بينهم طفل رضيع إثر استهداف قوات النظام وروسيا الأحياء السكنية في مدينة سرمين شرقي إدلب بقصف مدفعي، الأحد 9 نيسان الحالي.
ووثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل 5 مدنيين وإصابة العشرات في أكثر من 130 هجوماً أرضياً شنه النظام على مناطق شمال غربي سوريا منذ وقوع الزلزال وحتى العاشر من الشهر الجاري.
وتخضع المناطق التي تتعرض للقصف من قوات النظام وحلفائه لاتفاقية وقف إطلاق النار منذ آذار 2020 إلا أن النظام لم يوقف حملته العسكرية وإن خفت وتيرتها من حين لآخر.
ما انعكاس التطبيع على الميدان؟
تصاعد وتيرة القصف في الشمال السوري يتزامن مع خطوات متسارعة في ملف التطبيع العربي مع نظام الأسد ما يطرح تساؤلات حول علاقته بالتطورات السياسية.
الخبير العسكري والاستراتيجي في مدينة إدلب العميد مصطفى البكور، قال لراديو وتلفزيون الكل إن نظام الأسد صعّد بدعم وتوجيه من روسيا وإيران من أجل إرسال رسائل إلى الدول العربية التي اعترضت على عودته لجامعة الدول العربية وإكمال خطوات التطبيع.
أما الأكاديمي والباحث السياسي ياسر نجار، فاستبعد في حديثه لراديو وتلفزيون الكل ارتباط ملف التطبيع العربي مع النظام بالتصعيد الميداني شمالي سوريا معللاً ذلك بغياب الدول العربية عن المشهد العسكري والميداني حيث لا يوجد لديهم أي كتائب أو فصائل في سوريا.
ورأى أن الدول العربية والخليجية بعيدون عن المشهد السياسي في سوريا أيضاً وخطوات التطبيع الأخيرة تعتبر محاولة منهم ليكون لهم دور في تغيير المسار السياسي في سوريا.
نجار اعتبر أن نظام الأسد يصدر رسائل لتركيا من خلال التصعيد في سوريا ولا سيما قبل أيام من اجتماع موسكو لاستخدام هذا الملف كأداة ضغط وقوة وخلط الأوراق لصالحه.