الولايات المتحدة تؤكد أن التطبيع مع نظام الأسد “لا يجب أن يكون مجانياً”
دول عربية قدمت عرضاً لنظام الأسد مؤخراً، مقابل التطبيع معه.
صرحت السفيرة الأميركية للعدالة الجنائية العالمية بيث فان شاك، أن التطبيع مع نظام الأسد لا يجب أن يكون مجانياً، مطالبة الدول العربية التي تطبع مع النظام بالضغط على النظام للإفراج عن المعتقلين ودفعه للتنازل.
وقالت السفير لصحيفة “العربي الجديد” أمس الأربعاء، إنه في سوريا “كان الأمر مفجعاً، وما رأيناه هو انتهاكات خطيرة لم تنج منها حتى المدن التاريخية التي تحولت إلى ركام، مثل حلب، التي أشعر بندم كبير لأنني لم أزرها من قبل. هذا عدا ملايين النازحين ممن يعيشون في ظروف غامضة للغاية”.
وأردفت أن “الاقتصاد يعيش أيضاً حالة من الفوضى، على عتبة الانهيار. لذا فهي مأساة إنسانية. كانت الفرصة ملائمة بداية الربيع العربي لكي يخوض بشار الأسد حواراً مع كافة الأطراف، إلا أنه سلك طريق الاستبداد مستخدماً العنف ضد المتظاهرين السلميين، بمن فيهم الأطفال. ولم ننس بعد قصة الطفل الصغير الذي جرى اختطافه وتسليمه إلى عائلته جثة مشوهة”.
وشددت فان شاك على أن سياسة الولايات المتحدة في عدم التشجيع على التطبيع واضحة، مشددة على ضرورة المساءلة والمحاسبة عن الانتهاكات التي ارتكبها الأسد ضد شعبه بمشاركة روسيا، وأدرجت على أنها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وبيّنت أن التطبيع مع النظام يجب “ألا يكون هدية مجانية، بل فرصة لانتزاع بعض التنازلات الإنسانية، كالإفراج عن المعتقلين والمغيبين قسراً، والتواصل مع عائلات الضحايا والسماح بعودة اللاجئين واستعادتهم ممتلكاتهم”.
وحول سبب عدم إصدار مذكرة دولية اعتقال بحق الأسد، أسوة بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أوضحت المسؤولة الأمريكية أن ذلك يرجع إلى أن سوريا لم تصادق على معاهدة إنشاء المحكمة الجنائية الدولية، في حين عرقلت روسيا والصين إحالة الملف إلى المحكمة الدولية عبر مجلس الأمن.
وكانت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، قالت في تقرير نشرته في وقت سابق، إن دولاً عربية قدّمت عرضاً لنظام الأسد، لإعادة العلاقات الدبلوماسية معه، وإعادة إعمار سوريا، والضغط على الولايات المتحدة وأوروبا لرفع العقوبات عنه، مقابل تطبيق النظام لعدد المطالب.
وتطالب الدول العربية في هذا العرض، بتعاون نظام الأسد مع المعارضة السياسية السورية، وقبول توفر القوات العربية الحماية للاجئين العائدين، ووقف تهريب المخدرات غير المشروع، والطلب من إيران التوقف عن توسيع وجودها في سوريا.
وفي جدّة، سيبحث وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي، إضافة إلى مصر والأردن والعراق، يوم غد الجمعة، عودة نظام الأسد إلى الجامعة العربية.
والجذير بالذكر جامعة الدول العربية علقت عضوية سوريا، بعد استخدام نظام الأسد العنف المفرط ضد المحتجين المعارضين له عام 2011.