“وول ستريت جورنال” تكشف شروط العرب لقبول نظام الأسد
رغم نفوذهما المالي والسياسي.. من غير المرجح أن تنجح السعودية والإمارات، بإجبار الآخرين على تسريع خطوات إعادة دمج النظام
قالت صحيفة “وول ستريت جورنال”، إن جهود السعودية من أجل إعادة نظام الأسد إلى الجامعة العربية تواجه مقاومة من بعض حلفائها، وهو ما يشير إلى انتكاسة في جهود الرياض لإعادة ترتيب أوسع في المنطقة.
ولفتت الصحيفة، إلى أن الرياض خططت لدعوة دمشق إلى قمة الجامعة العربية، التي تستضيفها المملكة في 19 أيار المقبل، لإظهار النفوذ الدبلوماسي لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، مع إعادة العلاقات مع دول مثل الصين وروسيا، اللتين تتحديان الولايات المتحدة على النفوذ في المنطقة.
ويأتي ذلك تزامناً مع وصول وزير خارجية النظام فيصل المقداد إلى مدينة جدة السعودية، أمس الأربعاء، تلبية لدعوة وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، وذلك في أول زيارة لمسؤول رفيع من النظام إلى المملكة منذ العام 2011.
وجاءت زيارة المقداد أيضاً قبيل اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي سينعقد، يوم الجمعة، في جدة، للتباحث بشأن عودة النظام للجامعة العربية.
ونقلت “وول ستريت جورنال”، عن مسؤولين عرب، قولهم إن الأعضاء المعارضين هم (المغرب والكويت وقطر واليمن)، وحتى مصر التي أحيت العلاقات مع النظام خلال الأشهر الأخيرة، وهي حليف للسعودية، تقاوم جهود الرياض، وفق الصحيفة.
وقال المسؤولون إن هذه الدول تريد من الأسد التعامل أولا مع المعارضة السياسية السورية بطريقة تمنح جميع السوريين صوتا لتقرير مستقبلهم، ولا تملك جامعة الدول العربية، التي تأسست في عام 1945 كأداة لدول المنطقة لمحاربة الاستعمار وتأكيد نفسها كقوة سياسية موحدة، سلطات تنفيذية، لكن موافقاتها ذات تأثير كبير.
وبين المسؤولون العرب للصحيفة، أن بعض الدول التي تعارض إعادة قبول سوريا زادت من مطالبها، بما في ذلك دعوات إلى دمشق بقبول قوات عربية لحماية اللاجئين العائدين، وقمع تهريب المخدرات غير المشروع، ومطالبة إيران بالتوقف عن توسيع نفوذها في البلاد.
ولفتت الصحيفة إلى أن العديد من المسؤولين العرب ما زالوا يحتقرون الأسد وأفعاله ضد شعبه، فإنهم يقولون إن السياسات الدولية التي تعزل سوريا تثبت أنها تأتي بنتائج عكسية مع مرور الوقت، ما يعزز نفوذ إيران في المنطقة.
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري، قال، الثلاثاء، إن موقف بلاده لم يتغير تجاه قرار عودة النظام إلى جامعة الدول العربية.
وينص النظام الداخلي للجامعة العربية على أن القرارات يجب أن تتخذ بالتوافق وليس الأغلبية، ولذا فإن استمرار معارضة بعض الدول لعودة النظام للجامعة العربية كفيل بعرقلة الخطوة.
وأوضحت “وول ستريت جورنال”، أنه في حال لبت دمشق مطالب الدول الرافضة لعودتها، فقد يفتح الطريق ليس لعودة دمشق، بل لانضمام صوتها إلى جهد أوسع في الضغط على واشنطن وأوروبا، لرفع العقوبات عن نظام الأسد، وفقا للمسؤولين، وقال هؤلاء المسؤولون إن الأسد لم يظهر حتى الآن أي اهتمام بالتغيير السياسي.
وذكر المسؤولون العرب للصحيفة أن الأسد “لا يزال حريصا على إصلاح العلاقات مع جيرانه، لأن ذلك سيصقل صورته في الداخل، وربما يساعده في إعادة الإعمار”، وبينت أن لبعض الدول العربية مطالب ثنائية، حيث قال المسؤولون إن المغرب، على سبيل المثال، يريد من حكومة الأسد إنهاء دعمها لجبهة البوليساريو الانفصالية، التي تريد استقلال الصحراء الغربية.
وأضاف المسؤولون أن الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، على الرغم من ارتباطها الوثيق بالسعودية، تعارض أيضا التطبيع الفوري؛ بسبب دعم سوريا للحوثيين في اليمن، ونقلت عن مسؤول إماراتي، قوله إن بلاده “ترى ضرورة ملحة لتعزيز الدور العربي في سوريا، وتسريع الجهود لإيجاد حل سياسي للأزمة لتلافي عودة الإرهاب والتطرف”.
وأشارت مصادر “وول ستريت جورنال”، في ختام تقريرها، إلى أن السعودية والإمارات، رغم نفوذهما المالي والسياسي، لكنه من غير المرجح نجاحهما في إجبار الآخرين على تسريع خطوات إعادة دمج نظام الأسد.