قصف عنيف ومتبادل بين الجيش الأمريكي وميليشيات إيران شرقي سوريا

استهدفت الميليشيات الإيرانية مساء أمس الجمعة، بالصواريخ، قاعدة عسكرية لقوات التحالف الدولي، بحقل كونيكو للغاز بريف دير الزور، وفق ما أكدت شبكات إخبارية محلية، في وقت يتصاعد فيه التوتر العسكري بين الجانبين.

وردت القوات الأمريكية على قصف الميليشيات، بنيران المدفعية والصواريخ، في الاتجاه الذي جاءت منه الصواريخ الإيرانية، تزامناً مع تحليق مكثف للطائرات الحربية.

ويأتي ذلك بعد سلسلة غارات جوية نفذتها الطائرات الحربية الأمريكية فجر الجمعة، على مواقع الميليشيات بدير الزور، رداً على هجوم بطائرة مسيرة استهدف “منشأة صيانة في قاعدة لقوات التحالف قرب الحسكة، أدى إلى مقتل متعاقد أمريكي، وإصابة خمسة عسكريين أمريكيين ومتعاقد أمريكي آخر، بحسب ما أعلن البنتاغون.

وشهدت مدن دير الزور والبوكمال والميادين، ليلة أمس، استنفاراً للميليشيات الإيرانية المدعومة من “الحرس الثوري الإيراني”، مع ازدياد حدة القصف المتبادل بين الطرفين، وسط تحليق لطيران مسيِّر في سماء المنطقة، وفق ما ذكرت شبكة نهر ميديا المحلية.

وأخلى عناصر الميليشيات الإيرانية مقرات عدة، إضافة إلى إخلاء البوابة العسكرية في البوكمال عند الحدود مع العراق، وتوقفها عن العمل، خوفاً من استهدافها من الطيران الأمريكي.

وفي الغضون، أعلن الرئيس الأميركي، جو بايدن، أمس، أن “الولايات المتّحدة لا تسعى إلى صراع مع إيران”، وذلك غداة تنفيذ الجيش الأميركي ضربات جوية بدير الزور، أسفرت عن مقتل 14 عنصراً، بحسب وكالة “فرانس برس”.

وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، قال بايدن: “لا تخطئون الظن، الولايات المتحدة لا تسعى إلى صراع مع إيران، لكنها مستعدّة للعمل بقوة لحماية شعبها”.

من جهة أخرى، نقلت وكالة “نورنيوز” المقرّبة من المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني عن مصدر مسؤول من المستشارين الإيرانيين في سوريا، قوله الجمعة: “نحذّر العدو الأمريكي أنّنا نملك اليد الطولى ولدينا القدرة على الرد في حال تم استهداف مراكزنا وقواتنا في الأراضي السورية”.

وزعم المتحدث أن “الأهداف التي هاجمها الاحتلال الأمريكي في سوريا هي نقاط مدنية في دير الزور وهي عبارة عن مخازن تغذية ومراكز خدمات”، مضيفا أن هذا “الهجوم أدى لاستشهاد 7 أشخاص وجرح 7 آخرين”.

وتتواجد في سوريا ميليشيات متعددة الجنسيات (إيرانية، وعراقية، ولبنانية، وأفغانية) مدعومة من ميليشيا “الحرس الثوري الإيراني”، قوامها الآلاف من العناصر والمئات من القياديين والمستشارين العسكريين.

وتقود الولايات المتحدة تحالفاً دولياً، يضم أكثر من عشرين دولة منذ آب 2014، لمحاربة تنظيم “داعش” في سوريا، ولديها عدة قواعد عسكرية في البلاد، تتعرض بين الحين والآخر لهجمات الميليشيات الإيرانية، أهمها قاعدة “العمر” وقاعدة ”كونيكو” بدير الزور، وقاعدة ”التنف” بالبادية السورية.

راديو الكل – دير الزور