الأسد حوّل الكارثة إلى سلاح والعالم يستطيع مساعدة ضحايا الزلزال دون تقوية النظام
مقال مترجم عن موقع "فورين أفيرز" حول استغلال الأسد لكارثة الزلزال
نشر موقع”فورين أفيرز” مقالاً تحدث فيه عن استغلال رأس النظام، بشار الأسد، كارثة الزلزال المدمر الذي وقع في شمالي سوريا وجنوبي تركيا في السادس من شباط الماضي، لتحقيق مكاسب كبيرة.
وقال موقع “عربي 21” في ترجمة للمقال إن الباحثَيْن جيرميك كونينديك، مدير مؤسسة “ريفيوجي إنترناشونال” للاجئين، وجيسي ماركس، المحامي البارز للشرق الأوسط في المؤسسة ذاتها، قالا إن الأسد حول الكارثة إلى سلاح، وقالا إن العالم يستطيع مساعدة ضحايا كارثة الزلزال دون تقوية النظام.
وأضاف المقال أن الزلزالين في شمال غرب سوريا وتركيا في بداية شباط/ فبراير زادا من الأزمة الإنسانية، وقتلا الآلاف، وشردا مئات الآلاف، وهددا بتغيير ميزان القوة بطريقة لم يتوقعها أحد، فلطالما حاول الأسد معاقبة المدنيين كوسيلة لتحقيق أهداف الحرب التي شنها ضدهم، ويبدو أن الكارثة تساعده الآن.
ومن دون مساعدات ضخمة لسكان شمال سوريا الذين يعيشون في مناطق المعارضة بطريقة تساعد على التعافي من آثار الكارثة وإعادة بناء حياتهم، فإن الميزان قد ينحرف لصالح النظام.
وأورد موقع “عربي 21” الترجمة الكاملة للمقال، وجاء فيها: “يجب على المانحين الدوليين لمساعدة سوريا على التعافي من الكارثة القيام بجهود جديدة لفتح معابر إنسانية لمناطق المعارضة والتأكيد أنهم لن يكونوا متواطئين في محاولات الأسد لاستخدام جهود التعافي لصالحه. وطالما استخدم الأسد المساعدات الإنسانية إلى سوريا كسلاح في الحرب واستعان بأساليب لإجبار المعارضة على الاستسلام”.
ورغم أنه لم يكن قادرا على تحقيق انتصارات في ساحة المعركة إلا أنه نجح في إجبار المدنيين في البلد من خلال استراتيجية بعيدة المدى “الركوع أو الجوع”، عبر حصار وقصف مستمر لمناطقهم والتحكم بمنافذ المساعدات الإنسانية لإخضاعهم.
وجرب هذه الإستراتيجية في المراحل الأولى للحرب وقام بمحاصرة الأحياء والبلدات التي سيطر عليها المعارضون له وقصفهم من مناطق بعيدة وخنق المعابر الرئيسية لهم. وقادت هذه الأساليب التي لم تكن مكلفة للنظام إلى سحق المدنيين وسقطت معظم هذه المناطق في النهاية بيد النظام. واستخدم الأسد هذه الإستراتيجية في السنوات الماضية ضد المناطق التي تمكنت فيها المعارضة، وعبر الطرق الدبلوماسية والعسكرية.
وقام النظام مع روسيا باستخدام مجلس الأمن لمنع دخول المواد الإنسانية وحصرها في معبر واحد، وفرضا على المجلس إجراءات معقدة لتجديد السماح للمؤسسات الدولية نقل المواد الإغاثية إلى شمال- غرب سوريا.
ولا يسيطر الأسد على المعابر ما بين سوريا وتركيا ولكنه يعطي روسيا فرصة لممارسة معوقات دبلوماسية نيابة عنه. واستطاعت دمشق وموسكو معا منع تدفق المساعدات الإنسانية وجعل الحياة لا تطاق لسكان المناطق التي يسيطر المعارضون عليها.
وأدت العراقيل لمنع المساعدات العاجلة التي تتبع كوارث طبيعية. ففي الوقت الذي تم فيه نشر مئات الفرق للبحث والإنقاذ في جنوب تركيا، لم يحدث شيء من هذا في سوريا، ما أدى إلى وفاة المئات الذين كان بالإمكان إنقاذهم.