حالة احتقان ومطالبة بمحاسبة قتلة 5 مدنيين في جنديرس
تحول تشييع الضحايا إلى مظاهرة طالبت بمواصلة التحقيقات والقصاص من المجرمين الذين قتلوا 5 أشخاص في جنديرس
شيع أهالي مدينة جنديرس بريف عفرين شمالي حلب، اليوم الثلاثاء، القتلى الذين سقطوا يوم أمس بنيران مسلحين، خلال احتفالهم بعيد النيروز، وسط تضارب الأنباء حول هويتهم.
وحضرت شخصيات ممثلة لوزارة الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة بمرافقة قادة من فصائل الجيش الوطني السوري، ووعدت بمواصلة التحقيق في الجريمة، لمعرفة القتلة ومحاسبتهم على ما ارتكبوه.
وعن الجريمة قال أحد أبناء مدينة جنديرس إن “الأهالي يعانون انفلاتاً أمنياً، وحوادث قتل وسرقة، بالإضافة لقطع الأشجار، ولم تكن جريمة قتل مدنيين يحتفلون يوم أمس سوى استمرار لجرائم وانتهاكات سابقة”، على حد قوله.
وقال مدني آخر إن “الأكراد في المنطقة مسالمون ولم يحملوا السلاح، ولن يحملوه ولم يقتلوا أحداً ولكنهم يرفضون أن يقتلوا بدم بارد”، مضيفاً أن “عيد النيروز ليس طقساً أو عيداً دينياً، بل هو عيد قومي للأكراد، حيث أشعلت الشعلة قبل 2500 سنة للتخلص من الظلم وأصبحت رمزا، وعيداً قوميا”.
وأشار إلى أن “المجرمين بعد أن أطلقوا النار على المحتفلين لم يكتفوا بذلك، بل عادوا وأجهزوا عليهم ليتأكدوا من أنهم قتلوا”. وفق قوله.
وكان خمسة مدنيين قتلوا، وأصيب آخرون برصاص مجهولين في مدينة جنديرس شمالي حلب، مساء أمس الإثنين، أثناء الاحتفال بعيد “النيروز”، بحسب ما أفادت مراسلة راديو وتلفزيون الكل.
وقالت مراسلتنا، إنه تم نقل الجثث إلى المشفى العسكري وسط غضب شعبي واسع وسط أهالي المنطقة.
وعن ردود الأفعال.. قالت تنسيقية جنديرس في رواية لما جرى، إنه أثناء احتفال إخوتنا الأكراد بعيد النيروز حدثت مشاجرة بين المحتفلين ومجهولين أدت لإطلاق النار على المحتفلين، نتج عنها مقتل مدنيين وإصابة آخرين، وطالبت الجهات العسكرية بملاحقة وإلقاء القبض على الفاعلين وتسليمهم للقضاء أصولا لينالوا جزاء ما اقترفت أيديهم”.
أما حركة التحرير والبناء التابعة لوزارة الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة، فقد نددت بالحادثة وقالت في بيان “لقد ساءتنا كثيراً الجريمة المفجعة التي راج ضحيتَها خمسة من أهالينا في بلدة “جنديرس”، ونفت بشكل كامل تبعية المجرمين لحركة التحرير والبناء أو أحد مكونات الحركة، مضيفة أن إلصاق التهم جزافاً دون تثبت هي محاولات دنيئة للنيل من العلاقات الطيبة التي تجمع الحركة مع حاضنتها الثورية والشعبية، وأكدت إلقاء القبض على أحد الجناة بالتعاون مع الشرطة العسكرية، وما زالت الجهود مستمرة لإلقاء القبض على الشخص الثاني المتواري عن الأنظار، وفق البيان.
رابطة المستقلين الكرد السوريين، أدانت في تصريح صحفي، ما وصفتها بالجريمة البشعة التي يندى لها جبين الإنسانية، متهمة بذلك مجموعة مسلحة تتبع لجيش الشرقية بإطلاق الرصاص على مجموعة من المواطنين الكرد السوريين العزل، وفق التصريح.
أما وزارة الدفاع في الحكومة المؤقتة فقد أصدرت بياناً قالت فيه إنها ستقوم بكامل واجباتها وبكل حزم لإنفاذ القانون، مضيفة أن عمليات التحري مستمرة حتى إلقاء القبض على المشتبه بهم. مؤكدة أنها ستعمل على تقديم الجناة أياً كانوا بأسرع وقت ممكن إلى القضاء لينالوا جزاءهم.