مسؤولون يكشفون عن عرض عربي لنظام الأسد مقابل مطالب
العرض العربي تضمن دخول قوات عربية إلى سوريا، لحماية اللاجئين العائدين.
قالت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، في تقرير نشرته مؤخراً، إن دولاً عربية قدّمت عرضاً لنظام الأسد، لإعادة إعمار سوريا والضغط على الولايات المتحدة وأوروبا لرفع العقوبات عنه، مقابل تطبيق النظام لعدد المطالب.
ونقلت الصحيفة عن عدد من المسؤولين العرب والأوروبيين، قولهم إن الدول العربية التي قاطعت رأس النظام بشار الأسد، تعرض عليه حالياً، اتفاقاً من شأنه أن يعيد العلاقات بين النظام وجزء كبير من الشرق الأوسط مع كبح نفوذ إيران، وفق ما نقلت قناة “الحرة” أمس الخميس.
وأوضحت أنه في “تحول جيوسياسي جديد لإعادة اصطفاف الشرق الأوسط الواسع”، تعتقد الدول العربية أن إعادة العلاقات مع الأسد سيقلل من نفوذ إيران في المنطقة.
وبيّنت الصحيفة أنه في المحادثات التي قادها الأردن في البداية، اقترحت الدول العربية مساعدات بمليارات الدولارات للمساعدة في إعادة بناء سوريا بعد الحرب الأهلية التي دامت 12 عاماً، وتعهدت بالضغط على الولايات المتحدة والقوى الأوروبية لرفع العقوبات عن حكومة الأسد، على حد قول المسؤولين.
وفي المقابل، سيتعاون نظام الأسد مع المعارضة السياسية السورية، ويقبل أن توفر القوات العربية الحماية للاجئين العائدين، ويوقف تهريب المخدرات غير المشروع، ويطلب من إيران التوقف عن توسيع وجودها في سوريا، بحسب “وول ستريت جورنال”.
وقال مستشار من حكومة نظام الأسد ومسؤولون عرب ومسؤولون أوروبيون مطلعون على المحادثات للصحيفة الأميركية إن “المحادثات لاتزال في مرحلة مبكرة ولم يُظهر الأسد أي اهتمام بالإصلاح السياسي أو استعداد لاستقبال القوات العربية، وبالإضافة إلى ذلك، لم تُظهر القوى الغربية أي استعداد لإنهاء العقوبات الصارمة على انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا”.
المسؤولون أكدوا للصحيفة أيضاً أن الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا، وقتل ما لا يقل عن 6 آلاف شخص في سوريا، أعطى زخماً للمحادثات، إذ يسعى بشار الأسد للاستفادة من الكارثة الإنسانية لتقليل عزلته.
وقال المسؤولون إن دعم السعودية للأسد أعطى دفعة قوية إلى المحادثات، خاصة أنها من أقوى الدول العربية والخليجية حالياً.
ووفق ما ذكرت الصحيفة، اعتبر المسؤولون أن إعادة الاندماج المحتملة لسوريا في المنطقة العربية وإعادة بنائها ستكون بلا شك على جدول أعمال القمة العربية المقبلة في السعودية.
وتقود الجزائر والأردن والإمارات وسلطنة عُمان والعراق، تياراً عربياً للتطبيع مع نظام الأسد ورفع العقوبات عنه وإعادته إلى الجامعة العربية.
وعلّقت جامعة الدول العربية عضوية سوريا، بعد استخدام نظام الأسد العنف المفرط ضد المحتجين المعارضين له عام 2011.