شيخ مشايخ حوران يؤكد معارضة العشائر لنظام الأسد.. ويتحدى من يقول غير ذلك

تشكّل العشائر نسبة لا يستهان بها في المجتمع السوري، إلا أن هذا المكون تم تهميشه وإقصاؤه عن المشهد السياسي منذ عام ألف وتسعمئة وثلاثة وستين، مع بداية حكم حزب البعث الذي أعلن أن لا عشيرة في سوريا إلا عشيرة البعث، وتعمد نظام الأسد تفتيت العشائر وتمزيقها من الداخل عبر اصطناع شيوخ له يأتمرون بأمره ويتبعون رغباته ورؤوساء أفرعه الأمنية، مستبعداً الزعماء الحقيقيين الذين يمثلون إرادة كل مواطن عربي سوري، تماماً كما اعتمد على مهربي الأسلحة والمخدرات كشيوخ عشائر في بعض المناطق التي لها خصوصية معينة مع بعض الدول المجاورة، حسب ما تحدث عضو سابق في مجلس الشعب “ناصر الحريري” شيخ مشايخ حوران.

ومع انطلاقة الثورة السورية بات الصوت العشائري أكثر وضوحاً، خاصة وأن شرارة الحراك الثوري اندلعت من درعا التي يسيطر عليها الحس العشائري، والكلمة المفتاح هنا هي الفزعة التي حركت المتظاهرين في زمن سلمية الثورة، كما المقاتلين بعد تسليحها.
وأشار “الحريري” إلى أن قتل طيران النظام 3 مدنيين في مدينة درعا ببداية الحراك السلمي، كان إشارة أولى لتحريك الدم العشائري، مضيفاً أن اللحظة الأولى لإنطلاق الثورة كانت رموزها منذ البداية عشائرية، منوهاً أن الروابط العشائرية ساهمت في انتقال الثورة من درعا إلى المناطق المجاورة.

نظام الأسد الذي استشعر خطر العشائر حاول استمالتهم له وكسبهم إلى صفه منذ بداية الثورة، ولكنه فشل في امتصاص غضب الانتقام والثأر المتأصل في الروح العشائرية لديهم، فيما لا يزال يحاول جاهداً تلميع صورته أمام المجتمع الدولي، مدعياً أن رموز العشائر في سوريا يصفقون له، وهو ما نفاه الشيخ الحريري، الذي تحدى الأسد وكل من يقول بذلك.

ولفت إلى أن النظام فشل في كسب العشائر لسببين أولهما أنه استنجد بالعشائر بعد فوات الآوان، وثانيهما إنه استعان بزعماء لم يكونوا أساساً قادة للعشائر، بل قام هو بصناعتهم.

وأفاد شيخ مشايخ حوران بطلبه شخصياً من بشار الأسد حين كان في الإمارات لحل المعضلة في مدينة درعا ببداية الثورة، لافتاً إلى أن الأسد كان يتهرب من كل حل يطرح ليمتنع عن زيارة درعا والإعتذار عما اقترفته الأجهزة الأمنية هناك.

وبيّن على تدخل بعض الدول الصديقة والتي استأثرت بشراء بعض الضمائر ممن يمتكلون السلاح، في حين قاموا بتهميش رموز الثورة الفاعلين، مؤكداً على وجود البنية العشائرية على الرغم من محاولات حافظ وبشار الأسد لتحطيمها.

هنا وأمام الدور الذي لعبته العشائر في الحراك الثوري؛ تكمن خصوصية الثورة السورية، التي جمعت تحت رايتها أصالة الماضي متمثلاً بالعشيرة وقيمها الأصيلة، والحداثة بشبابها، في مفارقة مثيرة للاهتمام تؤكد رغبة كافة أطياف المجتمع في التغيير، وبأن الشعب إذا يوماً أراد الحياة فلابد أن يستجب القدر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى