الزلزال يضاعف أعداد إصابات الكوليرا شمال غربي سوريا
تزداد المخاوف من ارتفاع إصابات مرض الكوليرا في شمال غربي سوريا بالتوازي مع التحديات الكبيرة التي تواجه القطاع الصحي بعد الزلزال المدمر الذي ضرب المنطقة.
يأتي ذلك، بعد تسجيل شبكة الإنذار المبكر والاستجابة للأوبئة، 21 حالة وفاة جراء مرض الكوليرا وإصابة أكثر من 550، بالإضافة إلى نحو 50 ألف حالة مشتبه بها.
مدير برنامج اللقاح في وحدة تنسيق الدعم، د.محمد سالم، عزا ذلك في حديث له لراديو وتلفزيون الكل، إلى ازدياد احتمالية انتشار الأمراض بعد الكوارث الطبيعية بسبب حدوث خلل في البنى التحتية وتجمع المدنيين في أماكن إيواء دون مراعاة الشروط الصحية ومعايير النظافة الشخصية.
ووصف سالم أعداد المصابين بمرض الكوليرا بالكبيرة نسبياً، مرجحاً ارتفاعها خلال الأيام القادمة بسبب اختلاط مياه الشرب بمياه الصرف الصحي.
وحذر من أن المراكز الطبية المخصصة لعلاج الكوليرا في المنطقة لن تتمكن من استيعاب موجة جديدة من الجائحة لهذا تركز فرق الدفاع المدني والمنظمات الطبية على تنظيم حملات توعية للوقاية من المرض.
وضمن جهود مواجهة تفشي المرض، بدأ فريق لقاح سوريا حملة لقاح في محيط بلدة جنديرس بريف حلب التي شهدت تضرراً كبيراً في بناها التحتية، وقرب مدينة حارم في إدلب وفقاً لسالم.
وبحسب سالم فإنه من المقرر أن تبدأ حملة لقاح متوسعة تشمل مناطق معرة مصرين ومخيمات أطمة والدانا وسرمدا وحارم في محافظة إدلب ومدينة اعزاز شمالي حلب وتستهدف الأطفال من عمر السنة وما فوق عبر تسيير فرق جوالة في المنازل والأسواق.
وأشار مدير برنامج اللقاح إلى أن حملات اللقاح تمثل تدخلا جيدا للحد من ارتفاع الإصابات ولكنه إجراء متوسط المدى، إذ من الضروري إنشاء بنية تحتية للمياه والصرف الصحي والتوعية فيما يتعلق بعادات النظافة الشخصية.
وفيما يخص دعم المنظمات الإنسانية لإجراءات الوقاية من الكوليرا، قال سالم إنه لم يكن هناك دعم حقيقي لمراكز علاج المرض والأنشطة التوعوية معتبراً كميات اللقاح التي وصلت من منظمة الصحة العالمية غير كافية.
وكان الدفاع المدني، قد حذر، أمس، من احتمالية ازدياد تفشي المرض، بسبب دمار البنية التحتية، موضحاً أن فرقه تكثف أعمال الاستجابة الطارئة والإصحاح وخاصة في المناطق المتضررة بالزلزال.
وفي 5 شباط، أي قبيل الزلزال بيوم واحد، أعلن فريق “لقاح سوريا” عن إطلاق حملة تطعيم ضد مرض الكوليرا، بعد استلامهم مليون و700 ألف جرعة من لقاحات الكوليرا بحسب ما أفاد الدكتور ياسر نجيب، رئيس اللجنة التقنية في الفريق لوكالة “الأناضول”.
وأكدت منظمة الصحة العالمية في وقت سابق من الأسبوع الماضي أنها قلقة بشكل خاص بشأن وضع السكان في منطقة شمال غرب سوريا التي تسيطر عليها المعارضة وتعاني شحا في تدفق المساعدات منذ الزلزال الذي وقع الأسبوع الماضي.