الخارجية الأمريكية لـ “راديو الكل”: “الخوذ البيضاء” منظمة موثوق بها وشريك تفتخر واشنطن بالعمل معه
قالت وزارة الخارجية الأمريكية، إن “الخوذ البيضاء” هي أحد شركاء الولايات المتحدة منذ وقت طويل على الأرض وقد ساهموا في تقديم المساعدة لآلاف العائلات السورية خلال سنوات الحرب الماضية من خلال الدعم الأمريكي المباشر.
وقال ساميويل وربيرغ، المتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية في حديث خاص لـ “راديو وتلفزيون الكل” إن منظمة الدفاع المدني السوري، هي منظمة موثوق بها، وشريك تفتخر الولايات المتحدة بالعمل معه، خاصة عقب جهودهم البطولية في الأسابيع الماضية، بعد أن ضربت الزلازل كل من تركيا وسوريا.
وفي رد على سؤال حول سبب عدم لقاء بلينكن بالمعارضة السورية قال وربيرغ إن الولايات المتحدة لديها عدة شركاء في سوريا ونحن على تواصل مع مختلف الجهات المعنية.
وعن سبل دعم واشنطن للمدنيين المتضررين من الزلزال في الشمال السوري، قال المتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن الولايات المتحدة كانت من أوائل الدول التي أعلنت عن تضامنها مع المتضررين وتقديم المساعدات الضرورية والعاجلة للشعبين التركي والسوري.
وأضاف: “أعلن الرئيس بايدن عن ذلك فورا بعد الزلزال وقال إن الولايات المتحدة ستقدم كل الدعم اللازم وتحديدا في سوريا عبر المنظمات غير الحكومية والأمم المتحدة”، مشيراً إلى أن واشنطن تقدم المساعدات المطلوبة الآن لهذه الكارثة، وأضاف “كنا نقدم المساعدات لهذه الجهات منذ 12 عاما منذ بداية الحرب في سوريا”.
وأشار المسؤول الأمريكي إلى أنه عندما ضرب الزلزال تركيا وسوريا قامت بلاده فورا بالتواصل مع الجهات المعنية والمنظمات غير الحكومية التي كانت أصلا تدعمهم من قبل، لبذل كل الجهود اللازمة لإنقاذ الأرواح.
وأردف: “نحن نفهم أن الوضع الإنساني كارثي للغاية بسبب شدة الزلزال والذي أثر أيضا على الطرقات المؤدية للمناطق المتضررة وهذا زاد من صعوبة الوصول للمتضررين والمصابين ولكننا نعمل بشكل وثيق مع هذه المنظمات غير الحكومية والأمم المتحدة لإيصال المساعدات بشتى الطرق”.
وتابع “منذ أن ضرب الزلزال الكارثي تركيا وسوريا، قدمت الولايات المتحدة أكثر من 85 مليون دولار من المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة، بما فيها إمدادات إغاثة بقيمة 2,5 مليون دولار للمتضررين من الزلازل.
وأشار إلى إعلان واشنطن أمس الأحد 19شباط عن موافقة الرئيس بايدن على تقديم 50 مليون دولار عبر صناديق مساعدة اللاجئين والهجرة الطارئة، بالإضافة تقديم الولايات المتحدة 50 مليون دولار كمساعدات إنسانية من خلال وزارة الخارجية والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية.
وأكد وصول إجمالي المساعدات الإنسانية الأمريكية لدعم الاستجابة للزلزال في تركيا وسوريا إلى 185 مليون دولار حتى الآن، مضيفاً “نحن ملتزمون بتلبية الاحتياجات الطارئة لمساعدة البلدين على التعافي من هذه الكارثة”.
وحول إمكانية أن تضغط أمريكا من أجل تفعيل آليات التعافي المبكر في الشمال السوري بعد وقوع الزلزال، قال وربيرغ: “الآن هو الوقت للمساعدة والإغاثة وهو ليس وقت ممارسة أي ضغط” مضيفاً أنه “من المبكر الحديث عن إعادة إعمار وجهود الإغاثة مازالت مستمرة، ولكن بشكل عام نحن ملتزمون بمساعدة كل الشعب السوري في كل المناطق كما كنا ندعمهم في السابق”.
وعن الموقف الأمريكي من التطبيع والتقارب مع نظام الأسد من قبل دول في المنطقة، بحجة تقديم المساعدة، ولاسيما الأردن والإمارات أكد المسؤول الأمريكي أن موقف واشنطن تجاه النظام لم ولن يتغير، “لأن هذا النظام لم يغير سياسته ونهجه تجاه الشعب السوري”.
وأوضح أن “موقف الولايات المتحدة تجاه التطبيع مع النظام لم يتغير، خاصة عندما يستمر هذا النظام في قمع شعبه ومنع إيصال المساعدات له، وتسييس الدعم الإنساني الدولي”.
وحثّ ساميويل وربيرغ، المتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية كل الدول أن تتذكر أن “هذا هو نفس النظام الذي استعمل أسلحة كيمياوية ضد شعبه أكثر من مرة، وهو نفس النظام الذي قتل وعذب شعبه في السجون، ونفس النظام الذي حرم آلاف العائلات من الحصول على المساعدات الإنسانية حتى قبل وقوع الزلزال”.
وختم وربيرغ حديثه لراديو الكل بقوله “سياستنا واضحة ونحن نطالب بتحقيق قرار مجلس الأمن رقم 2254 منذ وقت طويل لأنه الحل الوحيد القابل للتطبيق والحل الذي يضمن تحقيق العدالة والمساءلة لضحايا الأسد، أما التطبيع فهو ليس حلاً مستداماً وهو لا يحقق أي نتائج إيجابية للشعب السوري”.
يشار إلى أن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، التقى أمس الأحد، ممثلين عن منظمة الدفاع المدني السوري “الخوذ البيضاء” في تركيا، وذلك لمناقشة استجابة فرق المنظمة للزلزال الذي ضرب ولاية كهرمان مرعش التركية، وشمال غربي سوريا، وبحث مع نائب مدير “الخوذ البيضاء” فاروق حبيب، الآليات التي اتخذتها المنظمة بالاستجابة للكارثة شمال غربي سوريا والأوضاع الإنسانية وسبل دعم المدنيين المتضررين وآليات تحقيق التعافي المبكر، بحسب ما أعلنت “الخوذ البيضاء” عقب الاجتماع.