زلزال سوريا وتركيا.. أعداد الضحايا في ازدياد وسط مناشدات بالتدخل وإنقاذ من هم تحت الأنقاض
لا حصيلة نهائية لأعداد ضحايا الزلزال في سوريا وتركيا، وأعمال الإنقاذ متواصلة حتى اللحظة
ضربت سلسلة من الزلازل المتتالية جنوبي ووسط تركيا، الإثنين، وتسببت في وقوع آلاف القتلى والجرحى وانهيار العديد من المباني في كل من سوريا وتركيا، وتوقعت مراكز رصد الزلازل وقوع المزيد منها، ولكن ليس بالقوّة نفسها.
ففي سوريا عامة ارتفع عدد ضحايا الزلزال إلى 1,444 قتيلاً، وفق ما أعلنته “الخوذ البيضاء” ووسائل إعلام النظام، كما أعلن نائب الرئيس التركي ارتفاع عدد ضحايا الزلزال في تركيا إلى 2.379 والمصابين إلى 14.483.
من جهته قال الدفاع المدني السوري إن “الوقت بدأ ينفذ ومئات العائلات ما تزال عالقة تحت الأنقاض، وناشد جميع المنظمات الإنسانية والجهات الدولية لتقديم الدعم المادي ومساعدة المنظمات التي تستجيب لهذه الكارثة ومساعدة ضحايا الزلزال بشكل عاجل.
وأعلن الدفاع المدني السوري ارتفاع عدد وفيات الزلزال شمال غربي سوريا إلى أكثر من 790، وسط تواصل عمليات البحث والصعوبات الكبيرة مع استمرار الهزات الارتدادية، مشيراً إلى أن عدد الوفيات مرشح للارتفاع بشكل كبير بسبب وجود مئات العوائل تحت الأنقاض، موضحاً أن 210 مبان تدمرت بشكل كامل و520 جزئيا وآلاف أخرى تصدعت شمال غربي سوريا.
إعلام النظام من جهته أكد ارتفاع عدد ضحايا الزلزال إلى 812 قتيلاً و1.449 إصابة.
تركيا
نائب الرئيس التركي أعلن ارتفاع عدد ضحايا الزلزال إلى 2.379 والمصابين إلى 14.483، في حين أفادت إدارة الكوارث والطوارئ التركية بارتفاع عدد قتلى الزلزال إلى 3381 والجرحى إلى 20426 ألفاً، وقالت الإدارة إن الزلازل تسببت في انهيار 5775 مبنى وتلقي بلاغات بانهيار 11 ألفاً و302 مبنى لم يتم تأكيدها.
بدوره أعلن مركز رصد الزلازل الأوروبي، وقوع هزة بقوة 5،6 درجات على مقياس ريختر ضربت وسط تركيا.
وفي مجال المساعدات أرسلت باكستان فرق بحث وإنقاذ ومساعدات إغاثية إلى تركيا، في إطار التضامن معها عقب الزلازل التي ضربت جنوبي البلاد، كما أعلنت الهند وكوريا الجنوبية اعتزامهما إرسال فرق إنقاذ وإمدادات في أعقاب الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وشمال سوريا.
وفي إطار ردود الفعل قالت مديرة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية سامانثا باور، إن الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا صباح أمس، أسوأ زلزال يضرب المنطقة منذ حوالي قرن من الزمن، لقد تدمرت منازل ومجتمعات بأكملها عن بكرة أبيها وفقد الآلاف أرواحهم وما زال كثيرون غيرهم تحت الأنقاض.
وأضافت أن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية أرسلت فريق استجابة للمساعدة في حالات الكوارث سيعمل بالتنسيق الوثيق مع السلطات التركية في الخطوط الأمامية ومع شركائنا الميدانيين ومع الوكالات في مختلف أقسام الحكومة الأمريكية. ويقوم فريق الاستجابة للمساعدة في حالات الكوارث بتقييم الوضع وتحديد الاحتياجات الإنسانية ذات الأولوية والعمل لتوفير جهود البحث والإنقاذ.
وأشارت إلى إن الولايات المتحدة ملتزمة بتقديم المساعدات الإنسانية الفورية المنقذة للحياة على جانبي الحدود لمساعدة المجتمعات على التعافي من هذه الكارثة فيما يحاول المسعفون إنقاذ العالقين تحت الأنقاض وفيما تحاول العائلات التي فقدت منازلها إيجاد مأوى.
منظمة العفو الدولية “أمنستي” طالبت نظام الأسد بالسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى متضرري كارثة الزلزال شمال غربي سوريا “بدون قيود”، مشددة على المجتمع الدولي “بتعبئة الموارد فوراً لدعم جهود الإنقاذ شمالي سوريا”.
وأعربت العفو الدولية عن “أعمق تعازيها للأسر التي فقدت أحباءها في هذه الزلازل المدمرة”، مضيفة أن “مئات الآلاف من الأشخاص في جميع أرجاء تركيا وسوريا تأثروا بالزلزال، فيما يواجه السوريون في المناطق التي دمرتها سنوات الصراع تحديات إضافية”.
وكانت منظمة الصحة العالمية حذرت من أن عدد ضحايا كارثة الزلزال الذي ضرب سوريا وتركيا قد يتضاعف ثماني مرات عما أعلن عنه في حصيلة غير نهائية، والذي بلغ 3008 أشخاص في كلا البلدين.
وقالت مديرة الحالات الطارئة في المكتب الأوروبي لمنظمة الصحة العالمية، كاثرين سمولوود، “هناك احتمال مستمر لانهيارات إضافية، وغالباً ما نرى أرقاماً أعلى بثماني مرات من الأرقام الأولية”، وأشارت المسؤولة الأممية إلى أنه “نرى دائما النمط نفسه مع الزلازل للأسف، وهذا يعني أن الأرقام الأولية عن القتلى أو الجرحى سترتفع بشكل كبير في الأسبوع الذي يلي الزلزال”.
وكان منسق الأمم المتحدة المقيم في سوريا، المصطفى بنلمليح، قال أمس الإثنين، إن “الأضرار التي لحقت بالطرق ونقص الوقود والطقس الشتوي القاسي في سوريا كلها عوامل تعرقل مواجهة الوكالة لآثار الزلزال الذي ترك الملايين في حاجة إلى المساعدة”.
وأشار المسؤول الأممي إلى أن “البنية التحتية متضررة، والطرق التي اعتدنا استخدامها في الأعمال الإنسانية تضررت، وعلينا أن نكون مبدعين في كيفية الوصول إلى الناس.. لكننا نعمل بجد”.