“بيدرسون” يستبعد الحل القريب في سوريا ويؤكد ضخامة الأزمة التي يعانيها الشعب
استبعد المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، غير بيدرسون، خلال جلسة لمجلس الأمن أمس الأربعاء، اقتراب الحل السياسي في سوريا، مؤكداً في الجلسة التي تناولت الوضع في سوريا، أن الشعب السوري لا يزال محاصراً في أزمة إنسانية وسياسية وعسكرية وأمنية واقتصادية وحقوقية شديدة التعقيد، وذات نطاق لا يمكن تصوره.
وأضاف بيدرسون أنه “لا يزال السوريون منقسمين بشدة حول مستقبلهم”، مشيرا إلى أنه “لم يتم إحراز تقدم جوهري في سبيل بناء رؤية سياسية مشتركة لذلك المستقبل من خلال عملية سياسية حقيقية”.
وقال بيدرسون إن البلاد لا تزال مقسمة بحكم الأمر الواقع إلى عدة أجزاء، مع وجود خمسة جيوش أجنبية، والعديد من الجماعات المسلحة السورية، والمجموعات الإرهابية المدرجة على قائمة مجلس الأمن، تنشط جميعها على الأرض.
وأضاف أن الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان تتواصل في جميع أنحاء سوريا، حيث “ساهم أكثر من عقد من الدمار والحرب والصراع والفساد وسوء الإدارة والعقوبات والأزمة المالية اللبنانية وفيروس كورونا وتداعياته والحرب في أوكرانيا، في أزمة إنسانية واقتصادية مزدوجة ذات أبعاد ملحمية. ما يقرب من نصف تعداد السكان قبل الحرب ما زالوا نازحين، وهي أكبر أزمة نزوح في العالم وواحدة من أكبر الأزمات منذ الحرب العالمية الثانية”.
وحذر بيدرسون من أن “هذا الوضع لا يشكل فقط مصدر مأساة بالنسبة للسوريين، ولكنه يشكل محركا لعدم الاستقرار في جميع أنحاء المنطقة، بما في ذلك على خلفية التقارير المتزايدة عن تجارة المخدرات غير المشروعة”.
وشدد على أن هذا الصراع يحتاج إلى حل سياسي شامل، مؤكدا أنه ما من أمر آخر يمكن أن ينجح في وضع حد له.
وأردف المبعوث الأممي أن هذا الحل للأسف ليس وشيكا “لكننا نواصل التركيز على الإجراءات الملموسة التي يمكن أن تبني بعض الثقة وتخلق عملية حقيقية لتنفيذ قرار مجلس الأمن 2254”.
من جانبها، أعربت، غادة مضوي، القائمة بأعمال مديرة قسم العمليات والمناصرة في مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة -خلال الجلسة- عن أملها في ألا يكون العام الحالي عاماً قاتماً آخر بالنسبة للسوريين.
وقالت، إن أكثر من 15 مليون سوري، أي نحو 70 في المائة من إجمالي سكان سوريا، يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية، مؤكدة أن تمديد آلية إيصال المساعدات لمدة ستة أشهر فقط، يسبب المشاكل بالعمليات الإنسانية.
وفي سياق متصل، اجتمع ممثلو فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة على مستوى المبعوثين في جنيف مع المبعوث الأممي الخاص غير بيدرسون بتاريخ أول أمس، لمناقشة الأزمة في سوريا.
وأكدت الدول المذكورة في بيان مشترك نشرته وزارة الخارجية الأمريكية أمس، دعمها الثابت لجهود بيدرسون للتوصل إلى حل سياسي، بما يتوافق مع قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، بما في ذلك إجراء انتخابات نزيهة والإفراج عن المعتقلين.