إدلب…وسائل التدفئة غير الصالحة تنهك أجهزة الأطفال التنفسية
ازدادت الأمراضُ التنفسية عند الأطفال في محافظة إدلب خلال الأسابيع الماضية بشكٍل ملحوظ بسبب موجاتِ البرد، واستعمال الأهالي موادًا غير صحية للتدفئة كالنايلون، والبلاستيك، والألبسة المهترئة.
وبحسب المصادر الطبية في المحافظة، فإن غالبيةَ المصابين الذين يتوافدون إلى المشافي هم من مخيماتِ النزوح التي تفتقر إلى نقاط طبية، وسط عجز الأهالي عن توفير ثمن جهاز رزاز لعلاج أطفالهم من الأمراض التنفسية.
عيد عثمان طبيب أطفال في مستشفى إنقاذ روح في مدينة سلقين أكد لراديو وتلفزيون الكل أن الإنتانات التنفسية الفيروسية تكثر خلال فصل الشتاء عند جميع الفئات العمرية وخاصة الأطفال بسبب ضعف بنيتهم الجسمية، مشيراً إلى أن اكتظاظ السكان والظروف المعيشية الحالية في المخيمات واستخدام وسائل التدفئة غير الصحية تزيد من انتشار الأمراض التنفسية.
وعن أعداد المراجعين في مستشفى إنقاذ روح الذي يخدم مدينة سلقين وريفها، قال د.عيد إنه يستقبل حوالي 150 طفل شهرياً تشمل الحالات الإسعافية، غالبيتهم يعانون من انتانات تنفسية علوية كـ”الزكام” و”التهاب القصيبات الشعرية” الشائع خالا الفترة الحالية، أو سفلية كـ”ذات الرئة”.
د.عيد، أكد أن مستشفيات محافظة إدلب تعمل بالطاقة القصوى لاستيعاب موجة الأمراض التنفسية وتواجه بعض المشاكل التي تتمثل بازدياد أعداد المراجعين إثر إغلاق مراكز طبية توقف الدعم عنها.
ووجه د.عيد إلى أولياء الأطفال في المنطقة بعض النصائح للوقاية من هذه الأمراض، أبرزها تجنب استنشاق الأدخنة غير الصحية كأدخنة المدافئ أو روائح الطبخ، والحرص على تدفئة أطفالهم وتغذيتهم.
وبسبب غلاء مواد التدفئة وارتفاع الأسعار الذي طال غالبية المنتجات الغذائية في محافظة إدلب، وسط قلة فرص العمل، يضطر الكثير من المدنيين إلى استخدام مواد بدائية للتدفئة.
وكان قد حذر فريق منسقو استجابة سوريا من أن غالبية النازحين في مخيمات الشمال السوري يعيشون في خيم لا تتوفر فيها متطلبات التدفئة مما يزيد المخاوف من إصابة العديد من الأطفال وكبار السن في المخيمات بنزلات البرد، بالإضافة إلى مخاوف من حدوث حالات وفاة بينهم.
في حين يؤدي استخدام مواد تدفئة غير صالحة إلى ارتفاع أعداد الحرائق في المنطقة حيث شهدت شمال غربي سوريا 47 حريقاً منذ بداية العام الحالي، 9 بينها وقعت في مخيمات.