“استجابة سوريا”: آلية المساعدات عبر الحدود تنتهي في ذروة الاحتياجات الإنسانية
حذر فريق منسقو استجابة سوريا من أن آلية التفويض الخاصة بإدخال المساعدات الإنسانية عبر الحدود ستنتهي في ذروة الاحتياجات الإنسانية للمنطقة.
وقال الفريق في بيان اليوم، إن توقف المساعدات سيحد من قدرة المنظمات الإنسانية العاملة في المنطقة على التعامل مع الوضع الإنساني، وسيساهم بفتح المجال أمام احتمالات ومآلات كثيرة قد تواجه المنطقة.
ومن المقرر أن تنتهي آلية التفويض الخاصة بإدخال المساعدات الإنسانية عبر الحدود وفق قرار مجلس الأمن الدولي 2642، في 10 كانون الثاني القادم بعد أن تم تمديدها في تموز الماضي.
منسقو الاستجابة سرد أوجه المقارنة بين آلية إدخال المساعدات عبر الحدود مقابل تلك التي تصل عبر الخطوط، موضحاً أن عدد الشاحنات الإغاثية الواردة عبر الأخيرة منذ بداية القرار في تموز الماضي بلغت 64 شاحنة موزعة على 4 دفعات، بالمقابل أحصى أكثر من 8 آلاف شاحنة دخلت عبر الحدود حتى الآن.
ومن حيث محتويات الشاحنات، أكد أن المساعدات الواردة عبر الخطوط تضم مساعدات غذائية بالمجمل وبعض المساعدات الأخرى بشكل محدود، في حين تخصص المساعدات عبر الحدود 73% للمواد الغذائية وتتوزع البقية بين مساعدات طبية وخاصة بالمياه والإصحاح وغيرها.
وسعى الفريق عبر المقارنة هذه لدحض ادعاءات روسيا حول عدم ضرورة إدخال المساعدات عبر الحدود بل عبر مناطق النظام.
من جهة أخرى اعتبر الفريق أن روسيا تحاول من خلال عرقلة آلية المساعدات عبر الحدود إلى إلزام الأمم المتحدة والمانحين بإصلاح ما قامت بتدميره خلال السنوات السابقة، مستنداً إلى أن 42% من مشاريع التعافي المبكر ذهبت إلى مشاريع الطاقة الكهربائية للنظام.
وعن الفوائد التي ستعود على شمال غربي سوريا في تمديد الآلية عبر الحدود، ذكر الفريق أنه بوسعها أن تمنع روسيا من التحكم بالملف الإنساني السوري وتحويله إلى قضية سياسية يتم التفاوض عليها.
كما تمنع نظام الأسد من عمليات نهب وسرقة المساعدات وبيعها في السوق المحلية والاستفادة منها مالياً، والأهم من ذلك تحد من حدوث انهيار اقتصادي في الشمال السوري.
وتستخدم روسيا ملف المساعدات كورقة ضغط لتحصيل مكاسب سياسية للنظام، حيث تفرض على المجتمع الدولي شروطها عبر استخدام حق النقض (الفيتو).
وفي منتصف تشرين الثاني الماضي، أطلق التحالف الإغاثي الأمريكي من أجل سورية (ARCS)، وشركاؤه في المجال الإنساني، الخوذ البيضاء وتحالف المنظمات غير الحكومية السورية SNA، حملة مناصرة إنسانية بعنوان “الاحتياج لا الفيتو”، تدعو إلى استمرار مساعدات الأمم المتحدة الإنسانية عبر الحدود لدعم حياة أكثر من 4.1 مليون شخص محتاج داخل سورية.
ويعيش أكثر من 4.3 مليون نسمة في شمال غربي سوريا تحت ظروف معيشية سيئة، 1.8 مليون منهم يقطنون في المخيمات في ظل انعدام أدنى مقومات الحياة، حيث يعتمد غالبيتهم على المساعدات المقدمة من الأمم المتحدة.