مدير الأمن العام اللبناني يحذر من عواقب “اللامبالاة العربية في معالجة الملف السوري”
حذّر المدير العام للأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم، ما أسماها “اللامبالاة العربية في معالجة الملف السوري، والقرار الدولي الذي يرفض عودة النازحين إلى سوريا.
وقال، في مقابلة مع موقع “عربي 21” إن “إطالة إقامة العائلات السورية في لبنان واندماجهم في المجتمعات المستضيفة، بالإضافة إلى اللامبالاة العربية والدولية، كلها عوامل ستؤدي إلى بقائهم على أرض لبنان كأمر واقع أولاً، والخشية من توطينهم لاحقاً”.
وأضاف المسؤول اللبناني، أن تلك العوامل تعني “أننا نشهد على عملية تجهيز قنبلة ستنفجر لاحقاً في لبنان، ولن يدفع أحد ثمن ارتداداتها وشظاياها سوى الشعبين اللبناني والسوري”، مشدداً على أن ملف اللاجئين السوريين “وطني عربي دولي”.
وأشار إبراهيم إلى أن التداعيات والمخاطر الأمنية الناتجة عن اضطراب مكاني واجتماعي بسبب وجود ثلاثة آلاف مخيم عشوائي في لبنان، يجب الحذر منها.
واعتبر أن إعادة “النازحين” السوريين إلى بلادهم واجب قومي يجب تأديته “بالسرعة الممكنة، كي لا يخسروا أرضهم ويمحى تاريخهم”، لافتاً إلى أن عملية تنظيم الرحلات “الطوعية والآمنة” لإعادة السوريين إلى بلادهم مستمرة بموجب قرار لبناني رسمي يهدف إلى تخفيف العبء عن لبنان، ونفى “إجبار أي لاجئ على العودة” حسب قوله.
وأوضح إبراهيم أنه “يوجد حاليا حوالي 3000 مخيم عشوائي على الأراضي اللبنانية، يتوزعون جغرافيا على الشكل التالي: 39.1% في البقاع، و22.7% في بيروت وجبل لبنان، و27.3% في الشمال، و10.5% في الجنوب. وتشكل الفئة العمرية 18 – 59 النسبة الأعلى من بين الذكور.
وزعم أن وجود عدد كبير من النازحين السوريين وانتشارهم العشوائي على مختلف الأراضي اللبنانية، إضافة إلى الظروف التي يعيشها عدد كبير منهم، ناهيك عن الانقسام السياسي الداخلي حول أزمتهم بين مؤيد للنظام ومعارض له، أدّى إلى تداعيات ومخاطر أمنية، حيث بدأت أعداد المتورطين منهم بالجرائم على الأراضي اللبنانية بالارتفاع، ما دفع الأجهزة العسكرية والأمنية بتكريس جزء كبير من نشاطها ومهماتها لمتابعتهم وتوقيف المخلين بالأمن بينهم.
ويعاني اللاجئون في لبنان من ممارسات عنصرية شبه منظمة من قبل مؤسسات الدولة اللبنانية الأمنية والمدنية، كان آخرها دعوات رجل الدين المسيحي “بشارة بطرس الراعي” لفتح حرب على اللاجئين السوريين وإجبارهم على العودة إلى بلادهم، ورفض تسجيل التلاميذ السوريين في المدارس اللبنانية.
ومنذ فترة يشهد ملف اللاجئين السوريين في لبنان تصعيداً غير مسبوقاً، مع توالي التصريحات الرسمية المشددة على ضرورة عودتهم إلى بلدهم، والتي وصلت إلى حد تهديد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي “باتخاذ موقف غير مستحب على دول الغرب، وذلك بإخراجهم بالطرق القانونية في حال لم يتعاون المجتمع الدولي مع لبنان”.