عاصفة مطرية جديدة تسبب أضراراً واسعة بمخيمات الشمال السوري
ضربت عاصفة مطرية متوسطة الشدة مناطق شمال غربي سوريا، أمس الخميس، تسببت بأضرار واسعة في مخيمات النازحين، في مشكلة تتكرر مرات عدة في كل شتاء.
وفي بيان نشره اليوم الجمعة عبر معرفاته، قال فريق “منسقو استجابة سوريا” إنه سجل أضراراً في أكثر من 19 مخيماً في مناطق متفرقة من الشمال السوري، بسبب العاصفة المطرية.
وأشار إلى تضرر 62 خيمة بشكل كامل ودخول مياه الأمطار إلى 58 خيمة أُخرى، وتسجيل أضرار جزئية في 44 خيمة أخرى.
وبلغ عدد الأفراد المتضررين من العواصف الأخيرة خلال الـ24 ساعة أكثر من 5,483 نسمة، وفق ما ورد في البيان.
وأضاف الفريق أن الهطولات المطرية الأخيرة أدت إلى حدوث فيضانات مائية وانقطاع للطرق داخل المخيمات، مع صعوبات كبيرة لتصريف المياه نتيجة غياب الصرف المطري في مجمل المخيمات.
ولفت أن الهطولات المطرية الأخيرة تسببت بتضرر عدد من الكتل السكنية التي شيدت سابقاً لنقل النازحين من الخيام، وتأمين الاستقرار لهم.
وأكد “منسقو استجابة سوريا” أن المناشدات التي يطلقها النازحون بشكل دوري أصبحت دون جدوى، بسبب عدم تجاوب الجهات الإنساني.
وأردف أن على النازحين في المخيمات توقع عدم تقديم أي نوع من الاستجابة الإنسانية لمعالجة الأضرار الأخيرة أو ما سينتج عن عواصف أُخرى خلال فصل الشتاء الحالي.
ومؤخراً، كثفت فرق الدفاع المدني أعمال الاستجابة المبكرة مع دخول فصل الشتاء، من خلال تجهيز أرضيات صلبة في المخيمات وفرشها بالحصى، وفتح طرقات وإقامة قنوات تصريف ورفع سواتر ترابية في محيط عدد من المخيمات لاسيما التي تقع في الأودية أو ضمن مجاري السيول.
وذكّر الدفاع المدني في وقت سابق، بأن المخيمات في شمال غربي سوريا خلال الشتاء الماضي لعواصف مطرية وثلجية، أدت لأضرار في مئات المخيمات وشردت عشرات آلاف العائلات، محذراً أن الآثار التي ستخلفها السيول هذا الشتاء ستكون كارثية ومختلفة عن الأعوام السابقة بسبب تفشي مرض الكوليرا، وسيكون لهذه السيول دور كبير في تزايد تفشي المرض في المخيمات.
ويعيش أكثر من 1.5 مليون مدني هجرهم نظام الأسد وحليفه الروسي في مخيمات على الشريط الحدودي بريفي إدلب وحلب، وتفتقد المخيمات للبنية التحتية الأساسية من طرقات ومياه وشبكات صرف صحي، وتتكرر مأساة النازحين فيها في كل فصل شتاء بسبب الأمطار التي تغرق الخيام.
وطالب الدفاع المدني المجتمع الدولي بإيجاد حل جذري للمأساة السورية وعدم الاكتفاء بالتعامل مع معالجة بعض النتائج الكارثية للتهجير دون إنهاء المشكلة ومحاسبة النظام على جرائمه وإعادة المهجرين إلى منازلهم، كما طالبه بالبدء بحل سياسي وفق القرار 2254 يضمن العيش بسلام والعودة الآمنة لجميع المدنيين وينهي الآلام التي يعانيها السوريون في مخيمات القهر.