الوحدات الكردية والنظام يتقدمان في الحسكة.. والضحية المدنيين

شهدت المناطق الشرقية في سوريا خلال الأيام القليلة الماضية تطورات ميدانية كبيرة، خصوصاُ في مدينة الحسكة التي تتصارع فيها كلاً من الوحدات الكردية وقوات النظام ضد تنظيم داعش، وسط شن طيران التحالف الدولي الذي يساند الأكراد غارات مكثفة ، ما أدى لمقتل اكثر من 120 مدنياً خلال اليومين الماضين جراء المعارك والقصف في منطقة الشدادي بريف الحسكة.

 

تطورات المعارك هذه ألقت بظلالها على المدنيين، حيث شهدت مناطق الشدادي وجبل عبد العزيز حسب تأكيد ناشطين لراديو الكل نزوح أكثر من 30 ألف مدني باتجاه مناطق البادية بسبب كثافة القصف الجوي من قبل طيران التحالف والطيران الروسي، كما أكدت مصادر في الحسكة عن تحشيد تنظيم داعش لقوات كبيرة في منطقة مركدة أخر معاقله في ريف الحسكة الجنوبي، فيما لم يعرف إن كان التنظيم ينوي شن هجوم معاكس على منطقة الشدادي من جديد ام الدفاع عن هذه المنطقة التي تفصل بين الحسكة ودير الزور.

 

هذه التطورات الميدانية عبرت عنها المستشارة السياسية لرئيس النظام “بثينة شعبان”، بقولها أن الوحدات الكردية هي جزء من قوات النظام، كما اعترفت “شعبان” أيضاً بأن الوحدات الكردية وبالتعاون مع قوات النظام سيطروا على مناطق شمال وشمال شرق سوريا، حيث تأتي هذه التصريحات منافية لما تدعيه ما تسمى قوات سوريا الديمقراطية بأنها تعمل بعيداً عن قوات النظام وأن لاشيء يربطها بها.

 

وفي نفس السياق، يرى محللون أن خطة المعارك الدائرة الآن في الشمال والشرق السوري تأتي ضمن مشروع التقسيم الذي يسعى النظام وحلفاءه ترسيخه على الأرض السورية، عبر إقامة دويلات متعددة داخل سوريا يكون للنظام فيها الحصة الأكبر مع مراعاة متطلبات الأكراد وإقامة كيان لهم يتبع بشكل او بأخر للنظام ويكون في نفس الوقت مصدر إزعاج لتركيا، التي طالما رفضت وجودهم بالقرب من حدودها، لكن وفي نفس الوقت تعلو أصوات من داخل الأكراد تقول بأن حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي لا يمكن ان يكون ممثلاً للسوريين الكرد، معتبرين أنه تنظيم غير معني بالكرد وهو بشكل أو بآخر يخدم مصالح النظام وروسيا في المنطقة.

 

وأكد المحللون ان تصريحات مندوب نظام الأسد في الأمم المتحدة بشار الجعفري، أمس عن أن التقدم العسكري الذي تحققه ميليشيات الـ PYD هو نصر مشترك مع جيش النظام، وإن النظام يقدم دعماً مباشراً لها، يقطع أي شك في غربة هذا التنظيم عن المشروع الوطني للكرد والثورة السورية”.

 

وفي هذا الصدد وصف “ياسر الفرحان” عضو الهيئة العامة في الائتلاف الوطني، المعارك المشتركة بين الوحدات الكردية وقوات النظام من جهة وتنظيم داعش من جهة ثانية في الحسكة، بإستبدال الإرهاب بإرهاب والضحايا المدنيين من أهالي المنطقة، الذين ذاقو الويل من داعش أثناء سيطرته على المنطقة، والآن يعود النظام وعملائه “بي واي دي” والمليشيات الآخرى.

وأشار “الفرحان” لراديو الكل، إلى أن جميع المناطق التي سيطرت عليها مليشيات “بي واي دي” كانت بسبب التغطية الكثيفة من طيران التحالف الدولي، الذي قتل في بداية الحملة العسكرية على مدينة الشدادي 28 مدنياً، كذلك ارتقى 9 مدنيين بينهم طفلين في جبل عبد العزيز إثر غارات مماثلة، ولفت إلى أن تلك المليشيات تدعي وتروج لنفسها بأنها تمثل الأكراد الذين تضرروا من هذه المليشيات.

واعتبر عضو الإئتلاف أن حزب العمال الكردستاني الذي خرج منه مليشيات صالح مسلم متمثلة بحزب الإتحاد الديمقراطي، هو صنيع نظام حافظ الأسد والذي أوجد هذا الحزب لضرب أمن تركيا ولإستخدامه في إرهاب المنطقة.

وأوضح أن التدخل الروسي قطع الطريق أمام تركيا لإنشاء منطقة آمنة شمال سوريا، وحالياً ما يقوم به النظام وداعش في شمال وشرق سوريا هو محاولة قطع طريق استباقية أمام التحالف الإسلامي في المنطقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى