“الشبكة السورية” تذكّر “حماس” بجرائم وانتهاكات نظام الأسد بحق الفلسطينيين في سوريا
أدانت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” زيارة وفد من حركة “حماس” الفلسطينية دمشق، واجتماعه ببشار الأسد، مذكّرة الحركة بأن نظام الأسد قتل واعتقل مئات الآلاف من الفلسطينيين في سوريا.
وقالت الشبكة في بيان نشرته اليوم الجمعة، إن “النظام السوري بمختلف قياداته وفي مقدمتها بشار الأسد متورط بارتكاب انتهاكات بحق الشعب السوري يصل بعضها إلى جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب، وذلك حسب تقارير عدة للجنة التحقيق الأممية المستقلة بشأن سوريا، وكذلك حسب تقارير منظمات دولية مثل هيومان رايتس ووتش، والعفو الدولية، وهذا ما تؤكده بيانات الشبكة السورية لحقوق الإنسان، أما بحسب تقارير منظمة حظر الأسلحة الكيميائية فهو متورط باستخدام الأسلحة الكيميائية ضد الشعب السوري”.
وأضافت أن “النظام السوري ما زال مستمراً في ارتكاب الانتهاكات الفظيعة بحق الشعب السوري، فما زال هناك قرابة 96 ألف مواطنٍ سوري مختفٍ قسرياً في مراكز الاحتجاز التابعة له، يتعرضون لأساليب وحشية من التعذيب، كما أنه لم يُحاسِب أحداً ولم يُحاسَب عن آلاف الانتهاكات التي مارسها طوال الاثني عشر عاماً الماضية”.
وأكدت أن “إعادة أي شكل من العلاقات مع النظام السوري يعتبر بمثابة دعم له، وعفواً عن الانتهاكات التي مارسها، وتشجيعاً على الاستمرار وارتكاب المزيد منها، وبالتالي فهو بحسب القانون الدولي شكل من أشكال التورط والمساهمة فيها”.
وتابعت بالقول: “لعل حركة حماس لا تكترث للقانون الدولي، ولا بما أصاب الشعب السوري من انتهاكات فظيعة يصل بعضها إلى جرائم ضد الإنسانية، ولكن بإمكاننا في الشبكة السورية لحقوق الإنسان استغلال هذه المناسبة لتذكير حماس بما أصاب الفلسطينيين في سوريا”، مشيرة إلى تقرير نشرته في تموز الفائت، بهذا الشأن.
وأكدت الشبكة مقتل 3.207 فلسطينيين على يد النظام في سوريا، منذ آذار 2011، وحتى تشرين الأول 2022، بينهم 352 طفلاً و312 امرأة، و497 شخصاً قُتلوا تحت التعذيب.
وخلال الفترة المذكورة، اعتقلت قوات النظام ما لا يقل عن 2.721 فلسطينياً بينهم 28 امرأة و23 طفلاً، كما تسبب النظام بنزوح 280 ألف فلسطيني، ولجوء 120 ألف فلسطيني.
وكان وفد من حركة “حماس” وفصائل فلسطينية أخرى، عقد الأربعاء، لقاءً مع بشار الأسد في دمشق، وضم الوفد أمين عام حركة الجهاد الإسلامي زياد نخالة، وأمين عام الجبهة الشعبية طلال ناجي، وأمين عام منظمة الصاعقة محمد قيس، وأمين عام حركة فتح زياد الصغير، ونائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين جميل مزهر.
وقال رئيس وفد “حماس”، عضو مكتبها السياسي خليل الحية، بمؤتمر صحفي، إن حماس والفصائل اجتمعت ببشار الأسد في دمشق في لقاء تاريخي وإيجابي”، مضيفاً “نستعيد علاقتنا مع سوريا بإجماع قيادتنا وبقناعة، وتجاوزنا الماضي” وأضاف أن اللقاء “رد طبيعي من المقاومة من قلب سوريا لنقول للاحتلال والمشاريع الصهيونية التي تستهدف القضية الفلسطينية، أننا أمة موحدة”.
وجددت الولايات المتحدة الأمريكية أمس، رفضها عمليات التطبيع مع نظام الأسد في سوريا ومحاولات إعادة تأهيله، واصفة حركة “حماس” الفلسطينية بـ”المنظمة الأرهابية”، وفق ما نقل موقع قناة “الحرة” أمس الخميس.
وعلق المتحدث باسم الخارجية الأميركية، نيد برايس، على التطبيع بين حركة “حماس” ونظام الأسد قائلاً إن ” تواصل نظام الأسد مع هذا التنظيم الإرهابي يعزز لنا عزلته”، مضيفاً أن “هذا التواصل يضر بمصالح الشعب الفلسطيني ويقوض الجهود العالمية لمكافحة الإرهاب في المنطقة وخارجها”.
وشدد برايس على أن الولايات المتحدة ستواصل “رفض أي دعم لإعادة تأهيل نظام الأسد وخاصة من المنظمات الإرهابية المصنفة مثل حماس”.
ومنذ 1999 اتخذت قيادة حركة “حماس” من دمشق مقراً لها، قبل أن تقطع الحركة المدعومة من إيران علاقاتها بنظام الأسد عام 2012، عقب انطلاق الثورة السورية، إلا أنها أكدت خلال الأشهر الماضية أنها تسعى لإعادة العلاقات معه.