عاصفة مطرية تسبب أضراراً واسعة بإدلب.. و”الدفاع المدني” يحذر من كارثة الشتاء
ضربت عاصفة مطرية غزيرة محافظة إدلب أمس الخميس، متسببة بأضرار واسعة، في حين أكد الدفاع أن ضعف الاستجابة يزيد من كارثية الأوضاع التي يعيشها الآلاف من المهجرين في المخيمات، محذراً من كارثة الشتاء المقبلة.
وقال الدفاع المدني السوري عبر معرفاته، إن عاصفة مطرية غزيرة ضربت مدينة إدلب وريفها مساء الخميس وامتدت حتى فجر اليوم الجمعة وخلّفت الأمطار والسيول أضراراً في عدد من المخيمات والقرى، إضافة لانقطاع عدد من الطرقات.
وتركّزت العاصفة المطرية على مدينة إدلب وريفها، وكان النصيب الأكبر لمنطقة سهل الروج في ريف إدلب الغربي، واستجابت فرق الدفاع المدني لـ 7 مخيمات (المحطة والبرسة وتلمنس والبالعة والسكة في سهل الروج وتركمان الزاوية في ريف جسر الشغور، ومخيم وادي حج خالد، غربي مدينة إدلب.
وذكر الدفاع المدني أن هذه المخيمات تضررت بشكل كبير بفعل السيول والأمطار، وبلغ عدد الخيام التي تضررت فيها أكثر من 130 خيمة، ويقدر عدد العائلات التي تضررت بشكل كبير بأكثر من 100 عائلة، كما تضررت مخيمات أخرى في ريف إدلب ولكن الأضرار كانت جزئية.
أضرار العاصفة المطرية لم تقتصر على المخيمات وامتدت إلى المدن والبلدات وأدت لانقطاع في عدد من الطرقات في مدينة إدلب وفي طرقات واصلة إليها، إضافة لقرى وبلدات في ريف إدلب الغربي، وأدت السيول لأضرار مادية كبيرة منها انجراف سيارة بقرية سيجر وتهدم جزء من منزل في قرية عري غربي إدلب.
وفتحت فرق الدفاع المدني قنوات لتصريف المياه، إضافة لتنظيف مجاري القنوات الموجودة، وضخ المياه من طرقات وعبّارات تجمعت فيها المياه وجرفت الوحل والحجارة من المناطق التي ضربتها السيول، وساعدت في إجلاء عدد من المدنيين إلى منازل قريبة، إضافة لإخراج آليات وسيارات انحرفت عن الطرقات بسبب السيول أو علقت في الوحل.
كما ضربت صاعقة رعدية منزلاً غير مأهول في قرية المغارة في ريف إدلب الجنوبي، مساء الخميس ما أدى لاشتعال النيران فيه.
ومؤخراً، كثفت فرق الدفاع المدني أعمال الاستجابة المبكرة قبل دخول فصل الشتاء، من خلال تجهيز أرضيات صلبة في المخيمات وفرشها بالحصى، وفتح طرقات وإقامة قنوات تصريف ورفع سواتر ترابية في محيط عدد من المخيمات لاسيما التي تقع في الأودية أو ضمن مجاري السيول.
وذكّر الدفاع المدني بأن المخيمات في شمال غربي سوريا خلال الشتاء الماضي لعواصف مطرية وثلجية، أدت لأضرار في مئات المخيمات وشردت عشرات آلاف العائلات.
ويعيش أكثر من 1.5 مليون مدني هجرهم نظام الأسد وحليفه الروسي في مخيمات على الشريط الحدودي بريفي إدلب وحلب، وتفتقد المخيمات للبنية التحتية الأساسية من طرقات ومياه وشبكات صرف صحي، وتتكرر مأساة النازحين فيها في كل فصل شتاء بسبب الأمطار التي تغرق الخيام.
وشدد الدفاع المدني أن ضعف أعمال الاستجابة الإنسانية على الصعيد الدولي والمحلي على حد سواء، يزيد من الأوضاع الكارثية التي يعيشها المهجرون في المخيمات منذ نحو 10 سنوات.
وحذر أن الآثار التي ستخلفها السيول هذا الشتاء ستكون كارثية ومختلفة عن الأعوام السابقة بسبب تفشي مرض الكوليرا، وسيكون لهذه السيول دور كبير في تزايد تفشي المرض في المخيمات.
وطالب الدفاع المدني المجتمع الدولي بإيجاد حل جذري للمأساة السورية وعدم الاكتفاء بالتعامل مع معالجة بعض النتائج الكارثية للتهجير دون إنهاء المشكلة ومحاسبة النظام على جرائمه وإعادة المهجرين إلى منازلهم، كما طالبه بالبدء بحل سياسي وفق القرار 2254 يضمن العيش بسلام والعودة الآمنة لجميع المدنيين وينهي الآلام التي يعانيها السوريون في مخيمات القهر.