بحضور روسي.. مؤتمر خامس حول “عودة اللاجئين السوريين” في دمشق
المؤتمر لم يحقق أية نتائج منذ انعقاده أول مرة قبل أربعة أعوام، وذلك لعدم وجود اعتراف أو مشاركة دولية فيه
لم يحقق مؤتمر “عودة اللاجئين” منذ انعقاده سنوياً منذ أربعة أعوام سابقة، أية نتائج، إلا أن نظام الأسد وروسيا، تعيدانه دورياً رغم عدم وجود اعتراف أو مشاركة به، ورغم أن العالم كله يشهد على ممارسات النظام القمعية بحق العائدين المتمثلة بالاعتقال والتعذيب الذي يصل حد الموت.
وفي محاولة من النظام وروسيا الاستحواذ والحصول على أموال إعادة الإعمار من خلال استخدام ورقة إعادة اللاجئين، اختتم، اليوم الخميس، الاجتماع المشترك للهيئتين التنسيقيتين السورية والروسية في قصر المؤتمرات بدمشق، ضمن أعمال الاجتماع الخامس لمتابعة المؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين والمهجرين السوريين.
وادّعت الهيئتان التنسيقيتان الوزاريتان لنظام الأسد وروسيا في البيان الختامي لهذا الاجتماع، أن نظام الأسد يواصل “تطوير القطاعات الصناعية والزراعية والاقتصادية، وأن الإجراءات التي اتخذها لاستعادة الحياة الطبيعية تخلق ظروفاً مواتية لعودة المهجّرين الذين غادروا البلاد قسراً”، دون أي إشارة إلى أن من هجّرهم هو قصف النظام وروسيا على كل المدن الثائرة ضد النظام.
وكان وزير الخارجية والمغتربين بحكومة النظام فيصل المقداد زعم في كلمة خلال الجلسة أن “سوريا مستمرة بالعمل على تأمين الظروف المناسبة لعودة المهجرين واللاجئين، وتعاون روسيا في هذا المجال كان عاملاً مساعداً في عودة أعداد كبيرة”، رغم أن الوقائع تشير إلى أن أعداد العائدين قليلة جداً، خلافاً للمسرحيات التي ينفذها النظام، وكان آخرها في معرة النعمان بريف إدلب.
وأضاف المقداد أن “أبواب سوريا مفتوحة أمام عودة كل اللاجئين والمهجرين، حيث تعمل كل الجهات المعنية وبكل طاقتها لتحقيق ذلك وضمان عودتهم إلى منازلهم التي هجّرهم الإرهاب منها”، متهماً الإرهاب بتهجير المدنيين، متناسياً كل ما نشرته وتنشره وسائل إعلام مؤخراً، من هجرة الشباب من مناطق سيطرة النظام، وطوابير المدنيين على مديريات الهجرة والجوازات، لاستخراج جوازات سفر، والهجرة إلى خارج سوريا.
في حين ذهب المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف إلى دعوة المجتمع الدولي لاتخاذ إجراءات فعالة لتحسين الوضع الإنساني في سوريا والمساعدة في تنفيذ مشاريع الإنعاش المبكر، موضحاً أن هذه هي الطريقة الوحيدة لحل مشاكل اللاجئين السوريين في أسرع وقت ممكن، وفق قوله.
وتحاول روسيا الضغط على المجتمع الدولي مستخدمة ورقة إدخال المساعدات، لتنفيذ مشاريع الإنعاش المبكر التي يستغلها نظام الأسد، من خلال تضمينها لموالين له، وفق تقارير إعلامية.
ولم تختلف وجهة نظر نائب وزير الدفاع الروسي ميخائيل ميزينتسيف الذي قال إن “المهام ذات الأولوية المشتركة هي إعادة الإعمار وتقديم المساعدة للاجئين والمهجرين للعودة إلى منازلهم وتحسين الخدمات في مختلف القطاعات”.
يشار إلى أن منظمات حقوقية ودولية دعت مراراً إلى عدم الضغط لإعادة اللاجئين السوريين، كانت آخرها دعوة منظمة العفو الدولية السلطات اللبنانية خلال الشهر الحالي إلى وقف تنفيذ خطة لإعادة اللاجئين السوريين بشكل غير طوعي إلى بلادهم، بعد تصريحات لمسؤولين لبنانيين عن استئناف ترحيلهم.
وقالت نائبة مديرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالإنابة، ديانا سمعان، في بيان إن “السلطات اللبنانية توسّع نطاق ما يُسمى بعملية العودة الطوعية، بينما ثبت جيداً أن اللاجئين السوريين في لبنان ليسوا في موقع يسمح لهم باتخاذ قرار حر “حول عودتهم، بسبب إجراءات تتخذها حكومة النظام تقيّد “تنقلهم ومكان إقامتهم”، فضلاً عن تعرضهم “للتمييز وعدم تمكنهم من الوصول إلى الخدمات الأساسية”.
وأضافت “من خلال تسهيلها بحماسة عمليات العودة هذه، تعرّض السلطات اللبنانية، عن قصد، اللاجئين السوريين لخطر المعاناة من انتهاكات شنيعة والاضطهاد عند عودتهم إلى سوريا”.