انخفاض التوتر العسكري بريف حلب ومراسل “الكُل” يؤكد عدم تطبيق الاتفاق بين الفصائل بشكل كامل
تشهد مناطق ريف حلب حالة من الهدوء النسبي، بعد يوم واحد من إعلان الفصائل بدء تطبيق الاتفاق المبرم بينها، والذي أعقب أياماً من الاشتباكات العنيفة بين “الفيلق الثالث” التابع لـ”الجيش الوطني السوري” من جهة، و”هيئة تحرير الشام” والفصائل المتحالفة معها من جهة أُخرى.
وأفاد مراسل راديو الكل في ريف حلب، إن الوضع العام في مناطق ريف حلب لم يستقر بالشكل المطلوب حتى الآن، لكنه هادئ، والتوتر العسكري انخفضت حدته.
وأوضح أن الاتفاق بين الفصائل لم يطبق بشكل كامل حتى الآن، حيث انسحبت الارتال العسكرية وتوقفت الاشتباكات والاستنفار، إلا أن “الفيلق” لم يتسلم مقراته العسكرية بعد من “هيئة تحرير الشام”، كما لم يتم الإفراج عن الأشخاص المعتقلين لدى الجانبين.
وأشار إلى أن الأحوال الاقتصادية في طريقها للاستقرار وبدأت الأسعار تنخفض، بعد أيام من الارتفاع الملحوظ، مضيفاً أن الطرقات العامة بين المدن والبلدات عادت إلى الخدمة بشكل طبيعي، بعد انقطاعها خلال الأيام الماضية.
وأمس السبت، أعلن “الفيلق الثالث” التابع لـ”الجيش الوطني السوري”، بدء تطبيق الاتفاق المعلن عنه أول أمس مع “هيئة تحرير الشام”، والذي يقضي بإنهاء التوتر العسكري في ريف حلب.
وقال رئيس فرع التوجيه المعنوي في “الفيلق الثالث” محمد الخطيب لراديو الكل، إن الاشتباكات توقفت بشكل كامل مع “هيئة تحرير الشام”، تمهيداً لتنفيذ بنود الاتفاق الأخير.
وبدأ تطبيق الاتفاق بين الفصائل وفك الاستنفارات وعودة الفيلق إلى مقراته وثكناته وقطاعاته، بحسب ما أكد “الخطيب”.
من جهة أُخرى، أكد مصدر عسكري في “هيئة تحرير الشام” لراديو وتلفزيون الكل أمس، أنه تم إبرام اتفاق مبدئي بين الفصائل على “إدارة واحدة لكل المحرر”، وعودة الفصائل إلى مواقعها.
وأضاف أن الاتفاق ينص على أنه “لا وجود للفصائل العسكرية إلا على الجبهات، بعيداً عن الإدارة والمؤسسات”.
وقال إن الجانبين اتفقا على بدء “عهد جديد وإنشاء جيش حقيقي للثورة في ريف حلب الشمالي، ضمن منظومة عسكرية واحدة لكامل الثورة”.
وتسببت الاشتباكات المسلحة بين الفصائل في شمال غربي سوريا خلال الأيام القليلة الماضية، بمقتل وإصابة العشرات من المدنيين، فضلاً عن حركة نزوح لعدد كبير من العائلات من المخيمات والبلدات والقرى.
ووثق “منسقو استجابة سوريا” مقتل 5 مدنيين وإصابة 38 مدنياً معظمهم من النساء والأطفال، بسبب الاشتباكات العنيفة بين الفصائل في ريف حلب، كما أحصى نزوح 1600 عائلة من المخيمات وأكثر من 1200 عائلة أُخرى داخل المدن والبلدات، نتيجة الاشتباكات.
واندلعت شرارة الاشتباكات قبل أيام في مدينة الباب بريف حلب، بين “الفيلق الثالث” و”فرقة الحمزة”، بعد اعتراف الأخيرة بضلوع عدد من عناصرها في جريمة اغتيال الناشط الإعلامي محمد أبو غنوم، حيث سيطر الفيلق على عدد من نقاط ومقرات الفرقة، ما أدى إلى اشتباكات مسلحة بين الجانبين.
عقب ذلك، دخلت “هيئة التحرير الشام” على خط المواجهات، وانضمت إليها “فرقة الحمزة” إضافة إلى فرقة “سليمان شاه” التي يقودها محمد الجاسم (أبو عمشة)، لتتسع المعارك وتمتد إلى مدينة عفرين والمناطق المحيطة بها، لتسيطر “الهيئة” بعد ذلك على عفرين ومواقع أُخرى في ريف حلب.