تفجير أنقرة.. رسالة من نار بانتظار جواب حاسم
جدد رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو اليوم تأكيده أن بلاده ستواصل قصفها لمواقع الوحدات الكردية في سوريا، بعد تصريحات مماثلة من الرئيس التركي اردوغان بالأمس، والتي أكد فيها أن تركيا ستواصل استهداف مواقع هذه المنظمة الإرهابية.
وتأتي تصريحات أوغلو خلال كلمة تلفزيونية اعلن فيها اليوم مسؤولية نظام الأسد على تفجير أنقرة الإرهابي الذي وقع مساء أمس وراح ضحيته 28 شخصاً وإصابة 61 آخرين، والذي وقع بالقرب من رئاسة هيئة الأركان التركية، وذلك بعد الكشف عن هوية منفذ التفجير ، والذي قال أنه سوري من مواليد مدينة عامودا بريف الحسكة، ويتبع للوحدات الكردية التي تعتبر أداة للنظام، معتبراً أن تركيا.
داود أوغلو دعا الحفاء في حلف الناتو للتعاون مع تركيا ضد منظمة الوحدات الكرديةـ التي تعتبر امتداد لحزب العمال الكردستاني في تركيا، والذي تشن تركيا حملة كبيرة عليه جنوبي شرقي تركيا، كما حذّر روسيا من استخدام الوحدات الكردية ضد تركيا.
“داود أغلو” أكد أيضاً رفضه التام لمشاركة ممثلين عن الوحدات الكردية في مفاوضات جنيف، مثل عدم إمكانية جلوس تنظيم القاعدة أو داعش، وفي حال جلست، يمكنها أن تجلس إلى جانب النظام القاتل”.
وتأتي هذه التطوراتفي ظل توتر العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة على خلفية صدور تصريحات عن متحدث باسم خارجيتها يعتبر أن الوحدات الكردية منظمة غير ارهابية.
الولايات المتحدة تذرعت مجدداً بأنها لاتدعم قوات منظمة “ي ب ك” ، الوحدات الكردية التي تحاصر مدينة أعزاز في ريف حلب الشمالي، وأنها تدعم عناصر مختلفة من الوحدات الكردية، وذلك بحسب تصريحات جديدة صدرت عن المتحدث باسم الخارجية الأمريكية “مارك تونر” والذي نفى المتحدث، أن تكون بلاده قد قامت بتزويد قوات حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي بالاسلحة، رافضاً تقارير إعلامية تابعة للنظام وروسيا تحدثت عن استخدام تلك القوات لأسلحة أمريكية، في إشارة منه لتصريحات صدرت عن مندوب نظام الأسد لدى الامم المتحدة ” بشار الجعفري” والذي أكد أن كلاً من نظامه وروسيا والولايات المتحدة تدعم حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، وجناحه العسكري الوحدات الكردية، حتى قبل يوم واحد من انفجار انقرة، وهذا ما قد يثير تساؤولات عن توقيت صدور هذه التصريحات، في وقت كانت الوحدات الكردية نفسها تنفي حتى تنسيقها مع النظام.
وفي هذا الصدد قال الكاتب والمحلل السياسي “مصطفى حامد أوغلو” ، أن تركيا اليوم أمام محور جديد متمثل بروسيا ونظام الأسد وإيران، إضافة لوحدات حماية الشعب الكردية، منوهاً أن تركيا تشعر بوجود مشروع يحاك في المنطقة، قد يكون لتقسيم سوريا وبالتالي تقسيم تركيا، على حد قوله.
وتابع “حامد أوغلو” لراديو الكل، أن تركيا تشعر بخيبة أمل من الموقف الأمريكي، وهذا ما عبر عنه الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” عدة مرات حين طالب أميركا بتوضيح موقفها بأنها مع تركيا أم مع “بي يي دي”، مشيراً إلى أن تركيا تعتبر وحدات الحماية امتداد لحزب العمال الكردستاني الذي تقاتله منذ 30 سنة.
ولفت إلى أن التفجيرات التي تعرضت لها تركيا تحمل رسائل، بأن تبتعد تركيا عن دعم الثورة السورية، كذلك إلهاء تركيا بوضعها الداخلي، في ظل محاولة حزب العدالة والتنمية لتأمين الإستقرار في جنوب شرق تركيا حيث يشن حزب العمال الكردستاني هناك حرب شعواء.
وأوضح أنه وخلال 4 سنوات لم يكن هناك أي دور داعم من الإتحاد الأوربي لتركيا، ولكن مع وصول عشرات آلاف اللاجئين السوريين إلى أوربا، بدأت الأخيرة تشعر بالقلق وبأهمية تركيا فوعدت تركيا ببعض الدعم (3 مليار دولار) بشرط إحتواء اللاجئين في تركيا وعدم السماح لهم الذهاب إلى أوربا.
وبيّن المحلل السياسي في ختام حديثه إلى أن تركيا طالبت منذ زمن طويل بإقامة منطقة آمنة شمال سوريا، مؤكداً أنه لا يمكن إنشاء هذه المنطقة إلا في حال أرادت أميركا ذلك بشكل جدي، لافتاً إلى إن لا يمكن التعويل على أميركا خاصة بعد التدخل الروسي في سوريا.