نقص حاد بأدوية السرطان في مناطق سيطرة النظام والمرضى يلجأون لـ”السوق السوداء”
تعاني غالبية المستشفيات العامة في مناطق سيطرة النظام من نقص شديد بأدوية مرضى السرطان، حيث فُقدت الأدوية من مخازنها بحسب أفادت صحيفة “الوطن” الموالية.
ووفق الصحيفة فإن هذه الأدوية نفدت من المشافي الحكومة بمحافظتي حماة واللاذقية وفي مشفى البيروني بدمشق، بينما تتوفر بأسعار باهظة في السوق السوداء.
وأوضح مدير عام مشفى البيروني للصحيفة أسباب قلة الأدوية قائلاً إن “بعض الأصناف المخصصة لعلاج الأورام الخبيثة غير متوافرة حالياً.. يتم تأمين الأدوية السرطانية أو البيولوجية أو الهرمونية في المشفى بشكل عام عن طريق استجرار المركزي من وزارة الصحة والمؤسسة العامة للتجارة الخارجية (فارمكس) والأخيرة هي المسؤولة عن المناقصات واستجرار كل أنواع الأدوية ضمن أطر قانونية معينة يتم من خلاله إرساء العروض على بعض الشركات وبحسب الصنف الدوائي الذي تنتجه كل شركة ويتم توريده تباعاً إلى المشفى”.
وأضاف أن “المشفى يطلب الحاجة السنوية من الأدوية عن طريق لجنة الدواء العليا بالمشفى وترفع القوائم إلى وزارة الصحة بالتنسيق مع فارمكس وهي بدورها تقوم بإجراء العقود وتوريد الدفعات تباعاً”.
وقال إنه “منذ فترة بسيطة توفر في المشفى أكثر من 80 بالمئة من جميع أصناف الأدوية بما فيها الأجنبية لكن مع الاقتراب من فترة نهاية العام هذه فالحاجة السنوية من الأدوية تبدأ بالنفاذ”.
ولفت أن “التأخير أحياناً بتوريد الأدوية السرطانية إلى المشفى يأتي نتيجة التأخر بالاستلام والتسليم وبسبب الأنظمة والإجراءات القانونية”، مضيفاً أن “95 بالمئة من أدوية السرطان هي أدوية مستوردة”.
ووفق الصحيفة، أكد عدد من مرضى السرطان أن فقدان أدويتهم العلاجية يدفعهم للجوء إلى مصادر أخرى لتأمينها منها السوق غير النظامية بأسعار مرتفعة تصل إلى أكثر من مليون ونصف مليون ليرة سورية للجرعة الواحدة، وسط مخاوف من عدم فعالية تلك الأدوية في العلاج لأنها من مصادر مجهولة.
ومثل جميع القطاعات والمؤسسات التابعة لحكومة نظام الأسد، يشكو السوريون في مناطق سيطرة النظام من الإهمال والفساد المستشري في المستشفيات وعمليات سرقة الأدوية وبيعها بأضعاف أثمانها، في حين يبرر المسؤولون في القطاع الصحي الفوضى ونقص الأدوية بما يصفونه بـ”العقوبات الجائرة” و”الحصار” وغيرها من الذرائع.