الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ينعي العلامة الدكتور يوسف القرضاوي
توفي الرئيس السابق للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، يوسف القرضاوي، اليوم الاثنين، عن عمر ناهز 96 عاما، حسبما أعلن حسابه الرسمي على تويتر.
وكتب حساب القرضاوي: “انتقل إلى رحمة الله سماحة الإمام يوسف القرضاوي الذي وهب حياته مبينا لأحكام الإسلام، ومدافعا عن أمته”.
كما نعى الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، المؤسس له الشيخ يوسف القرضاوي عن عمر ناهز (97 عاماً).
وقال الاتحاد عبر حسابه الرسمي على “فيسبوك”: “انتقل إلى رحمة الله سماحة الإمام يوسف القرضاوي الرئيس المؤسس للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي وهب حياته مبينا لأحكام الإسلام”.
وأضاف: “فقدت الأمة الإسلامية عالماً محققا من علمائها المخلصين الأفاضل نسأل الله العلي القدير أن يغفر له ويرحمه رحمة واسعة ويعفو عنه”.
يشار إلى أن الشيخ يوسف القرضاوي هو عالم وداعية مصري، كان واسع العلم غزير الإنتاج، يضرب بسهم وافر في الخطابة والأدب والشعر، ومن أكثر الدعاة المعاصرين قربا من الجماهير وتأثيرا في الشعوب، وهو صاحب مدرسة التيسير والوسطية القائمة على الجمع بين مُحْكَمات الشرع ومقتضيات العصر.
ومع انطلاق الثورة السورية عام 2011 أبدى القرضاوي دعمه لها، ووجه التحية للثورة السورية المصممة على إسقاط نظام الأسد، مؤكدًا أن الثورة السورية ستنتصر في النهاية، وأكد خلال خطبة الجمعة من مسجد عمر بن الخطاب بالدوحة بتاريخ 04/13/2012، أن “عدة أطراف بجانب نظام الأسد يلعبون على فكرة الطائفية، ومنها إيران ولبنان وروسيا، وهذا كله مرفوض لأننا نريد سوريا خالية من الطائفية والمذهبية، محملًا الغرب مسؤولية دماء السوريين لإعطائه الفرصة تلو الأخرى للنظام لقتلهم”.
وكان يوسف عبد الله القرضاوي ولد يوم 9 أيلول 1926 في قرية صفط تراب مركز المحلة الكبرى بمحافظة الغربية بمصر. مات والده وعمره عامان فتولى عمه تربيته، فحفظ القرآن وأتقن أحكام تجويده وهو دون العاشرة، ليلتحق بعد ذلك بالأزهر وأتم دراسته الابتدائية والثانوية، ثم دخل كلية أصول الدين بجامعة الأزهر، ومنها نال الشهادة العالية عام 1953.
بعد ذلك بعام حصل على إجازة التدريس من كلية اللغة العربية. وفي عام 1958، حصل على دبلوم معهد الدراسات العربية العالية في اللغة والأدب، قبل أن يحصل على الدراسة التمهيدية العليا المعادلة للماجستير في شعبة علوم القرآن والسنة من كلية أصول الدين عام 1960، ثم نال شهادة الدكتوراه بامتياز مع مرتبة الشرف الأولى من الكلية نفسها عام 1973، وكان موضوع الرسالة “الزكاة وأثرها في حل المشاكل الاجتماعية”.
عمل الدكتور القرضاوي في مصر مشرفا على معهد الأئمة التابع لوزارة الأوقاف، ثم مشرفا على مطبوعات الإدارة العامة للثقافة الإسلامية بالأزهر الشريف، كما التحق بالمكتب الفني لإدارة الدعوة والإرشاد، قبل أن يعار إلى دولة قطر عميدا لمعهدها الديني الثانوي عام 1961. أسس عام 1973 قسم الدراسات الإسلامية في كليتيْ التربية للبنين والبنات بجامعة قطر، وفي عام 1977 تولى تأسيس كلية الشريعة والدراسات الإسلامية في الجامعة نفسها، وظل عميدا لها منذ تأسيسها إلى نهاية العام الجامعي 1989-1990.
ابتعثته قطر إلى الجزائر خلال العام الدراسي 1990-1991 ليترأس المجالس العلمية لجامعتها ومعاهدها الإسلامية العليا، ويعود بعدها إلى عمله في جامعة قطر مديرا لمركز بحوث السنة والسيرة.
ترأس مجلس إدارة جمعية البلاغ الثقافية في قطر المموِّلة لشبكة “إسلام أون لاين” حتى 23 مارس/آذار 2010، واختير لرئاسة الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين منذ تأسيسه عام 2004، إضافة إلى أنه عضو في عدة مجامع ومؤسسات علمية ودعوية عربية وإسلامية وعالمية، منها المجمع الفقهي لرابطة العالم الإسلامي بمكة، ومنظمة الدعوة الإسلامية بالخرطوم، ومركز الدراسات الإسلامية بأكسفورد.