ميليشيات إيران تؤمن وتخلي مواقع عدة في سوريا لتفادي ضربات إسرائيل وأميركا
فرضت الميليشيات الإيرانية طوقاً أمنياً مشدداً حول معسكرات الشيخ غضبان والرصافة ومركز البحوث العسكرية، وسط سوريا، فيما تعمل فرق الهندسة في ميليشيا “الحرس الثوري الإيراني”، على إزالة الأنقاض والمعدات الصناعية والأسلحة وتأمينها مجدداً، عقب غارات جوية إسرائيلية استهدفتها الخميس، بحسب ما ذكرت صحيفة “الشرق الأوسط”، أمس الاثنين.
ونقلت الصحيفة عن مصادرها، أن الميليشيات الإيرانية قطعت الطرق العامة في المنطقة بالقرب من منطقة مصياف غربي حماة، ونقلت عدداً من الآليات والمعدات العسكرية إلى مناطق مجهولة، فيما تواصل إعادة تأهيل المستودعات وتأمينها، لتفادي القصف الجوي الإسرائيلي مستقبلاً.
وأردفت أن الضربة الجوية الأخيرة على معسكرات مصياف ومركز البحوث العلمية العسكرية، هي الأقوى منذ بدأت إسرائيل باستهداف المواقع الإيرانية في المنطقة، نظراً للدمار الكبير الذي لحق بها والحرائق الضخمة التي اندلعت، إضافة إلى الصواريخ والذخائر التي انفجرت داخلها على مدار 5 ساعات وتطاير أجزاء منها إلى القرى القريبة.
وفي شمال غربي سوريا، أخلت الميليشيات الإيرانية عدداً من مواقعها العسكرية في مناطق شرقي حلب، ونقل معداتها العسكرية وأسلحتها إلى مواقع مجهولة، تحسباً لهجوم محتمل من الطيران الإسرائيلي والأميركي.
وقالت مصادر معارضة للصحيفة إنه رصد مؤخراً إخلاء 3 مواقع للميليشيات الإيرانية بالقرب من منطقة السفيرة شرقي حلب، بالإضافة إلى نقل كميات من الذخيرة والآليات والمعدات العسكرية، إلى مواقع غير معروفة جنوب حلب.
وتزامن ذلك، مع تحريك بعض الميليشيات من المواقع المنتشرة على الطريق البرية حماة – حلب، أو ما يعرف بطريق أثريا – خناصر، بأوامر من غرفة العمليات الإيرانية الشمالية، الواقعة في جبل عزان جنوب حلب، تحسباً لغارات جوية أميركية وإسرائيلية محتملة.
كما عملت الميليشيات الإيرانية والأفغانية و”حزب الله” العراقي، على تمويه مواقعها العسكرية في بادية حماة وحمص وتمويهها، لعدم كشفها من قبل طائرات الاستطلاع الأميركية التي بدأت مؤخراً في توسيع نطاق جوالاتها الاستطلاعية، لتطال القسم الشرقي من محافظات حماة وحمص وجنوبي الرقة في البادية السورية.
وكان قد طلب نظام الأسد من إيران وميليشياتها، عدم شن هجمات على إسرائيل من الأراضي السورية، ما دفع الأخيرة إلى مهاجمة القواعد العسكرية الأمريكية في سوريا، وفق ما نقلت صحيفة “الشرق الأوسط” أمس عن صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية.
ويوم الخميس الفائت، شنت طائرات حربية إسرائيلية غارات جوية استهدفت مواقع في محافظتي حماة وطرطوس، وفي 14 من الشهر الحالي، لقي 3 عناصر من قوات النظام مصرعهم، وأُصيب آخرون بجروح، إثر هجوم إسرائيلي استهدف مواقع عدة في محافظتي ريف دمشق وطرطوس.
والأربعاء الفائت، شهد ريف دير الزور الشرقي قصفاً متبادلاً بين القوات الأمريكية ومليشيات الحرس الثوري الإيراني، إذ تعرضت قاعدتا العمر وكونيكو الأمريكيتين لقصف صاروخي تلاهما رد أمريكي استهدف منطقة حويجة صكر بمدينة دير الزور، ومدينة الميادين شرقي المحافظة.
وتوجد في سوريا ميليشيات متعددة الجنسيات (إيرانية، وعراقية، ولبنانية، وأفغانية) مدعومة من ميليشيا “الحرس الثوري الإيراني”، قوامها الآلاف من العناصر والمئات من القياديين والمستشارين العسكريين.
وتتعرض هذه الميليشيات رفقة قوات نظام الأسد، لغارات جوية إسرائيلية بشكل دوري، في جميع مناطق انتشارها بسوريا.