الأمم المتحدة تؤكد خطر “داعش” ونشاطه عند الحدود السورية – العراقية
أكد فلاديمير فورونكوف وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، إن تنظيم “داعش” ما زال يشكل تهديداً للسلم والأمن الدوليين، على الرغم من هزيمته الإقليمية، والخسائر التي منيت بها قيادته، مشيراً إلى أن الآلاف من عناصر التنظيم ينتشرون بين سوريا والعراق.
وفي مناقشة لمجلس الأمن الدولي، قدّم السيد فورنوكوف في إحاطته تفاصيل وردت في التقرير الخامس عشر للأمين العام عن التهديد الذي يشكله داعش وعن نطاق الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة دعما للدول الأعضاء في مكافحة هذا التهديد.
وقال فورونكوف: “يواصل تنظيم داعش والجماعات التابعة له استغلال ديناميكيات الصراع، وهشاشة الحكم وعدم المساواة للتحريض على الهجمات الإرهابية والتخطيط لها وتنظيمها.”
وبحسب التقرير، يستمر التنظيم في استغلال القيود المتعلقة بالجائحة وإساءة استخدام المساحات الرقمية لتكثيف الجهود وتجنيد المتعاطفين وجذب الموارد، كما زاد بشكل كبير من استخدام الأنظمة الجوية بدون طيار في العام الماضي، بما في ذلك ما ورد في شمال العراق.
وتمكن التنظيم من القيام بذلك جزئياً من خلال اللجوء إلى هيكل داخلي لامركزي إلى حد كبير تم الكشف عنه في التقرير، بفضل المعلومات التي قدمتها الدول الأعضاء إلى فريق الدعم التحليلي ورصد الجزاءات.
ولفت التقرير أن هذا الهيكل الذي يتمحور حول ما يسمى بـ “المديرية العامة للمحافظات” و”المكاتب” المرتبطة بها، يعني إدارة العمليات والتمويل الإرهابي في جميع أنحاء العالم، حيث تعمل هذه “المكاتب” ليس فقط في العراق وسوريا، ولكن أيضا خارج منطقة الصراع الأساسية، حيث تم الإبلاغ عن أنشطتها في أفغانستان والصومال وحوض بحيرة تشاد.
وقال فورونكوف إنه “من خلال هذا الهيكل، تحرّض قيادة داعش أتباعها على تنفيذ الهجمات، وتحتفظ بالقدرة على توجيه ومراقبة تدفق الأموال إلى التابعين (للتنظيم) في جميع أنحاء العالم.”
وأشار إلى أنه في حين أن وجود مثل هذه الهياكل قد لا يكون مفاجئاً، إلا أنه يقدّم تذكيراً مقلقاً بأن داعش لديه أهداف وتطلعات طويلة المدى.
وتابع المسؤول الأممي بالقول: “فهم أفضل ومراقبة مستمرة لهذا الهيكل لا غنى عنهما عند مواجهة ومنع التهديد الذي يشكله داعش”، لافتاً إلى أهمية التعاون الدولي والإقليمي المعزز، بما في ذلك من خلال آليات تبادل المعلومات.
وأكد فورونكوف أنه “لا تزال الحدود بين العراق وسوريا معرّضة للخطر بشكل كبير، حيث يُقدّر أن ما يصل إلى 10,000 مقاتل ينشطون في المنطقة”.
ولم يعد تنظيم “داعش” يسيطر على أي منطقة سوريّة منذ فقدانه السيطرة على معقله الأخير في بلدة الباغوز شرقي محافظة دير الزور في آذار 2019، ورغم ذلك، شن التنظيم خلال الأشهر الماضية عشرات الهجمات المباغتة، على مواقع “قوات سوريا الديمقراطية” وقوات النظام والميليشيات المدعومة من إيران وتلك المدعومة من روسيا، في مناطق البادية السورية، وشمال شرقي سوريا، فضلاً عن جرائم وانتهاكات ما زال التنظيم يرتكبها ضد المدنيين في مناطق عدة.
ولم تنفع حملات المطاردة المتكررة التي تشنها قوات النظام وروسيا في البادية السورية، بالحد من هجمات التنظيم على مواقع انتشار قوات النظام والميليشيات الإيرانية وتلك المدعومة من روسيا.
كما فشلت الحملات الأمنية المكثفة “لقوات سوريا الديمقراطية” والتحالف الدولي، التي اعتقلوا فيها مئات الأشخاص خلال الأشهر الماضية، بالتأثير على نشاط التنظيم، واستمرت عمليات الاغتيال والهجمات ضد تحركات ونقاط هذه القوات في محافظات دير الزور والحسكة والرقة.