بالتزامن مع تسليم طفس.. ماحظوظ إيران في السيطرة على الجنوب السوري
رغم الاتفاقات بين روسيا وإسرائيل على إبعاد إيران عن الجنوب السوري، وتقلب الموقف الأردني بين رافض ومجامل، تستمر إيران بمساعيها لبسط نفوذها على بوابة الجنوب التي تعتبر البوابة الأهم لتهريب ماتنتجه مع حزب الله من مخدرات أصبحت مصدر تمويلها ودعم نظام الأسد.
الصحفي أحمد مسالمة أعطى خلال استضافته في ملف اليوم، إضاءة قبل الحديث عن الملف، موضحاً أن أهالي طفس بدؤوا بإخراج المطلوبين الذين تم الاتفاق على إخراجهم خلال الاجتماع الأخير مع قوات النظام والأمن العسكري، الذي وضع شرط إخراجهم لتوقف القصف والتقدم باتجاه المنطقة، وأضاف أنهم بالأصل ليسوا من طفس ولكنهم لجؤوا إليها بعد أن رفضوا التسويات وتسليم أسلحتهم عام 2018، وقبل قليل تم اعتقال أحد الخارجين من المدينة خلال محاولته الوصول لمدينة داعل، من قبل حاجز لقوات النظام.
وأكد أن تنفيذ الاتفاق قد بدأ في مدينة طفس، لكن دون ورود لانسحاب قوات النظام من مواقعها التي تقدمت إليها، وذلك رغم أن الانسحاب كان أحد شروط الاتفاق الذي تم مع الوفد الروسي الذي زار المدينة منذ يومين، وكان من المفترض أن ينسحب النظام بمجرد إخراج المطلوبين من المدينة، ورفضت اللجنة المفاوضة عن المدينة انتشار قوات النظام في المدينة كأحد شروط الاتفاق، ليتفاجأ الأهالي اليوم بأن القرار اتخذ اليوم وأن الأمور تسير باتجاه إنهاء المقاومة في مدينة طفس، ولن يتجرأ أحد عن الحديث عن انسحاب النظام من طفس حسب تعبير الصحفي السوري.
وعن الوجود الإيراني في عمليات طفس وفي عموم محافظة درعا قال المسالمة إنه إذا نظرنا لمجريات الأحداث في درعا ولاسيما في آخر أسبوعين فقد كان هناك توافد كبير للمليشيات الإيرانية إلى المحافظة، ولاسيما (أبو الفضل العباس – زينبيون – الفضل) وتمركز بعضهم في محيط طفس وبمحيط نوى وتل السمن وبمحيط سد اليادودة وفي منطقة الطير، وكلها تشرف على مدينة طفس وتتخذها مليشيات إيران مواقع لها، بالإضافة إلى وصول عدد كبير من المليشيات الإيرانية إلى منطقة الري وهي قاعدة عسكرية تسمى النصر المبين، ومزودة بدبابات وصواريخ بعيدة ومتوسطة المدى، ويضاف إليها اللواء 313 المكون من أبناء المحافظة من الطائفة الشيعية.
وعن أهمية درعا بالنسبة لإيران قال المسالمة إن درعا تعتبر المنفذ الرئيسي لبيع المخدرات وتهريبها إلى الدول المحيطة، بالإضافة إلى المنافذ الحدودية التي تسعى المليشيات الإيرانية للسيطرة عليها، وأوضح أن معظم عناصر النظام في النقاط المهمة والحساسة هم عناصر مليشيات ولكنهم يرتدون الزي العسكري التابع للنظام.
كان هناك حديث بأنه سيتم ابعاد ايران بمسافة من 40 الى 70 متر على الحدود الأردنية وأراضي الاحتلال الإسرائيلي، ولكنها الآن تنتشر بشكل أقرب بكثير من بداية السيطرة وتتواجد في درعا والسويداء والقنيطرة.
أما الدكتور الأكاديمي فايز قنطار أكد أن أهالي السويداء من خلال المواجهات الأخيرة وتصديهم لهذه العصابات المنفلتة من كل قانون ومن كل قيم أخلاقية، حيث روّعت المجتمع، ونشرت المخدرات، ولا يمكن أن يرضى أهالي السويداء عن استمرار هذا الوضع ولاسيما بعد أن عانوا من الترويع والخطف والاعتقال وترهيب الناس وطلب الفدية، وكل هذه التصرفات برعاية رسمية من أجهزة النظام في المنطقة الجنوبية، واعتبر قنطار أن القضاء على عصابة فلحوط هو خطوة أولى نحو استكمال وضع حد نهائي لهذه العصابات التي عاثت خرابا وفسادا في الجنوب السوري وبوجه خاص، في السويداء، فهذا يعني ضربة قوية لأذرع إيران في المنطقة الجنوبية.