محللون: لن تغامر تركيا بشن عملية عسكرية بعد قمة سوتشي
اختتمت في مدينة سوتشي الروسية، الجمعة، القمة المشتركة التي جمعت الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بنظيره الروسي فلاديمير بوتين بعد مباحثات استمرت لأربع ساعات، وخرجت ببيان ختامي لم يتطرق لأي عملية تركية لكن التصريحات التي سبقت وتلت القمة تطرقت إلى تلك النقطة وأكدت أن الرئيسين بحثاها دون توضيح لما تم الاتفاق عليه.
وحول البيان الختامي لقمة سوتشي قال المحلل السياسي التركي مصطفى أوزجان إن أردوغان كان يسعى لتوافق حول العملية العسكرية في سوريا، ولكن الطرفين لم يتفقا حول هذه العملية، وهذا يعني أن على تركيا أن تؤجل العملية إلى موسم آخر، أو أن تغامر وتخاطر بشن العملية دون توافق دولي.
وحذر المحلل السياسي من أن هناك ردود فعل غير مشجعة لأي خطوة عسكرية تتخذ من جانب واحد قد لا تسر تركيا، مضيفاً أنه يتوقع أن يتم تأجيل العملية العسكرية حتى ينضج توافق أو تنضج الأجواء حول توافق على العملية العسكرية، ولاسيما أن معظم العواصم رافضة لتوجه تركيا العسكري.
يضيف أوزجان أن تركيا كانت تتوقع من روسيا أن يكون موقفها ليناً تجاه العملية العسكرية، ولكنها اصطدمت برفض كما كان الموقف الإيراني مع أنهم يعرفون أن حاجة تركيا أمنية لشن العملية العسكرية، ولكن في الوقت ذاته يعارضون توجهات تركيا نحو إجراء عملية عسكرية في شمال سوريا وهذه ازدواجية في تعاملاتهم مع تركيا إذ يقولون شيئا ويفعلون شيئا آخر.
وأشار إلى أنه لن تستطيع أي قوة أن تمنع تركيا عن إجراء العملية إن أرادت ذلك، ولكن هناك أضرار قد تترتب على العملية ولاسيما أن روسيا لا تلتزم بتعهداتها ويمكن أن تقصف مواقع تركيا وتنسبها لجهات أخرى مثل النظام وغيره، ولذلك يجب ألا تأمن تركيا جانب روسيا، وفي حال أقدمت أنقرة على الهجوم فعليها أن تحسب خطواتها وخاصة أن الرفض كان مقررا من مؤتمري طهران وسوتشي.
وعن التواصل الاستخباراتي بين النظام وتركيا، ورغبة روسيا في التواصل السياسي بين الطرفين، قال أوزجان إن إيران وروسيا يمارسان ضغوطا جمة ويطرحان أن حل القضايا الأمنية والعسكرية يتوقف على مدى توافقات سياسية بين تركيا ونظام الأسد، ولكن حتى اللحظة لا يوجد أي إشارة إيجابية من تركيا لاستئناف العلاقات السياسية مع النظام، رغم وجود تعاملات شبه يومية مع مخابرات النظام ولكن ذلك لم يرتق إلى مستوى سياسي وليس هناك أي إشارة لارتقائها.
وعن نتائج قمة سوتشي غير المعلن عنها.. قال لا أعتقد أن هناك نتائج مخفية حول سوريا والبيان وتصريح الرئيس أردوغان واضحان، رغم أن هدف تركيا في القمة كان الحصول على موافقة روسيا للعملية العسكري ولكن روسيا نأت بنفسها عن هذه الموافقة.
وعن السيناريوهات المتوقعة في شمال سوريا، قال إن تركيا تنتظر ظروفا أكثر إيجابية لشن العملية العسكري لطرد “قسد”، والحصول على توافق دولي، عندها فقط ستبدأ تركيا هجومها المرتقب.
وعن الرؤية العسكرية لما نتج عن قمة سوتشي قال المحلل العسكري العقيد خالد المطلق إن كل شيء وارد، وكل الخيارات مطروحة على الطاولة طالما أن هناك استمرار لقاءات ولم يتخذ قرار عسكري، وكما تعودنا منذ بداية سوتشي وأستانة، وكما تعودنا أن كثيراً من التحركات العسكرية، تأتي بأوامر سياسية، ولاسيما أن هناك ارتباط بين الملف السوري وملفات أخرى بما فيها ملف أوكرانيا، وأن المعركة لن تتم على المدى المنظور، ويمكن أن تبدأ في حال تغيرت الظروف أو ظهر شيء جديد ما، والدليل على عدم التحرك هو فشل مؤتمري سوتشي وطهران، وخاصة أن أمريكا لا تهتم كثيراً بما يجري في غرب الفرات، بقدر ما يهمها شرق الفرات وعدم المساس به.
وأضاف أنه لا يعتقد أن تركيا ستشن العملية العسكرية دون موافقة أو توافق دولي، واستذكر ما حدث في سوريا من قبل روسيا، ومن إيران في دهوك، من مجازر واتهام تركيا بقصف دهوك، وارتكاب مجزرة بحق أطفال ونساء من عائلة واحدة في الجديدة بريف جسر الشغور لإحراج تركيا في الشمال السوري، وهذه الرسائل المبطنة التي تم توجيهها للطرف التركي.
وعن الموقف الإيراني قال إن الأمر لا يعنيها فهي مهتمة بالشرق والجنوب السوري وليس لها مصالح في الشمال، وعن الموقف الأمريكي قال المطلق إنه لن يكون فعالا في معارك غربي الفرات.