الأسباب والمسؤولية .. ارتفاع نسبة الحوادث العنصرية ضد السوريين في لبنان
لعل المتابع للحوادث العنصرية ضد اللاجئين السوريين في لبنان يستطيع أن يلاحظ ارتباطاً بينها وبين تصريحات بعض المسؤولين اللبنانيين التي ارتفعت حدّتها مؤخراً، وبدأت تطالب بإعادة اللاجئين.
وترى الصحفية اللبنانية فاطمة عثمان حول التجييش ضد السوريين، أن وزير الاقتصاد اللبناني أمين سلام صرّح لها أنه لا علاقة للاجئين السوريين بأزمة الخبر التي يمر بها لبنان، وكانت المشكلة المتعلقة بالخبز نتيجة الحرب الأوكرانية الروسية أولاً، وفي الدرجة الثانية يأتي الوضع الاقتصادي اللبناني المنهار أصلاً من أكثر من 3 سنوات.
وأوضحت الصحفية اللبنانية أن تحميل السوريين مسؤولية هذه الأزمة ما هو إلا “عنصرية مقيتة”، لأن اللاجئ لا ناقة له ولا جمل في أزمة الخبز حسب تعبيرها.
وحول خطة إعادة اللاجئين السوريين إلى حضن النظام قالت عثمان لا يمكن ترحيل اللاجئين بطريقة الحكومة اللبنانية، والسبب هو انقسام القوى المشاركة في الحكومة حيث ترفض فئة إعادة اللاجئين إلا برحيل بشار الأسد، بينما يحاول حزب الله مساعدة حليفه الأسد حتى في مسألة إعادة اللاجئين ولو غصباً، لتسجل هذه العودة في حسابات إنجازات النظام.
محمد كاظم هنداوي، مدير المنظمة العربية الأوروبية لحقوق الإنسان، قال لراديو وتلفزيون الكل: “عندما نتحدث عن اللاجئين السوريين يجب أن نعرف أعدادهم الدقيقة وظروفهم المعيشية، موضحاً أن هناك إحصائية للأمم المتحدة صدرت عام 2020 تحدثت عن 900 ألف لاجئ في لبنان لكن المستفيدين من مفوضية شؤون اللاجئين هم 43 ألف فرد سوري فقط لا غير ما يعني أن أكثر من 850 ألف لاي ستفيدون من المساعدات التي تقدمها المفوضية، كما أن هناك 300 ألف طفل متسرب من العملية التعليمية تتراوح أعمار بين 3 إلى 18 لم يستطيعوا دخول المدارس وأحد الأسباب بذلك هو العنصرية.
وكشف لراديو وتلفزيون الكل أن البنك اللبناني المؤتمن على ودائع السوريين من الأمم المتحدة ومفوضية شؤون اللاجئين السوريين سرق من المبالغ المخصصة للسوريين مبلغ 250 مليون دولار، ليؤكد البنك بعد ذلك بأنه قام بتحويل المبالغ التي أودعت فيه إلى الليرة اللبنانية وسرق نحو 40 بالمئة منها.
وتابع أن اللاجئ السوري رفع مستوى الاقتصاد اللبناني، في حين حصل على مليار ونصف دولار، وتساءل أين ذهب هذا المبلغ إذا كان المستفيدون 43 ألف فرد فقط، والآن تقوم الحكومة اللبنانية بابتزاز سياسي باستخدام ورقة ضغط اللاجئين على الدول كي يزداد العطاء الدولي للاجئ.
ملف اليوم – أحمد العطرة