استنفار في “السيدة زينب” بدمشق تزامناً مع مغادرة قياديي وعناصر الميليشيات الإيرانية
شهدت منطقة السيدة زينب جنوبي دمشق مؤخراً، استنفاراً أمنياً، بعد إحباط عملية تفجير في محيط المقام الديني الأحد الفائت، وتزامناً مع مغادرة عناصر وقياديي الميليشيات الإيرانية للمنطقة.
وبحسب ما نقلت صحيفة “الشرق الأوسط” اليوم الثلاثاء، فإنه تم القبض على شخص زرع عبوة ناسفة في صندوق “بويا” أحذية تركه في محيط مقام الشيدة زينب.
وقُبض عليه بعد ملاحظة تحركاته المريبة قبل أن يشرع في تنفيذ التفجير، وفق الصحيفة.
وأضافت أنه بعد إلقاء القبض عليه جرى فرض طوق أمني حول المنطقة وأغلقت الطرق كافة المؤدية إليها.
من جانبه، تحدث موقع “صوت العاصمة”، عن إحباط عملية انتحارية، أتت بعد يوم على عمليات إخلاء لعدد من قياديي وعناصر ميليشيات شيعية تابعة لإيران من المنطقة، مع عائلاتهم.
وغادر قياديون وعناصر من “الحرس الثوري” والميليشيات الإيرانية رفقة عائلاتهم، وبشكل نهائي، منطقة السيدة زينب التي تعد أبرز معاقلهم في سوريا.
وجاء ذلك، بعد تخفيض رواتب عناصر الميليشيات المتمركزة في المنطقة بنسبة تجاوزت 30 في المائة، وبعد تقليص المساعدات والدعم الإغاثي المقدم لهم ولعائلاتهم بنسبة كبيرة.
كما غادر مهندسون من إيران والعراق منطقة السيدة زينب مع عائلاتهم، متوجهين نحو محافظة دير الزور وبعضهم غادر إلى بلدانهم.
ولفت “صوت العاصمة” أن المؤسسات الإيرانية القائمة على المشاريع في المنطقة، سرّحت أيضاً مجموعات من العمال السوريين العاملين ضمن ورشات البناء، مُعلنة عن إيقاف العمل في المشاريع بشكل نهائي.
ومنذ عقود خلت، شكّلت منطقة “السيدة زينب” اسماً مهماً فيما يُعرف بـ”السياحة الدينية” في سوريا، حيث يقصدها سنوياً آلاف الزوار الشيعة من إيران والعراق ولبنان ودول أخرى.
وعقب الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، أصبحت منطقة “السيدة زينب” تجمعاً سكانياً كبيراً للاجئين عراقيين من الطائفة الشيعية، تملّكوا فيها عقارات ومتاجر.
وبعد انطلاق الثورة السورية عام 2011، رفعت إيران شعار “الدفاع عن المقدسات” و”حماية المقامات” في سوريا، كذريعة للدفاع عن نظام بشار الأسد ومحاربة المناطق الثائرة، ما جعل منطقة “السيدة زينب”، بواقع الحال، خزاناً بشرياً لمئات المقاتلين العراقيين القاطنين في المنطقة، وأصبح العدد يقدر بالآلاف بعد وصول مقاتلين وقياديين إضافيين من إيران والعراق ولبنان وأفغانستان وباكستان.