بعد استخدامه الكهرباء سلاحا لمعاقبة الأهالي.. هل بدأ النظام بحل الأزمة؟
محللون: النظام يروج بأنه يستطيع إعادة البنى التحتية بهدف الحصول على دعم خارجي
ملف الكهرباء في سوريا يحتل أولوية نظرا لإمساكه بكثير من الحلول الاقتصادية للنظام والمعيشية للأهالي، واعتباره جزءا من البنى التحتية الأساسية التي تؤكد منظمات دولية ومسؤولون ومعارضون أنه عمل على تدميرها في إطار سياسة الأرض المحروقة التي شارك فيها الطيران الحربي لروسيا بعد دخولها البلاد.
أزمة الكهرباء في مناطق النظام اليوم تبدو بلا حل وقد تكون جزءا من سياسة النظام في إطار استمراره بمعاقبة السوريين وإن بدأ في الأخيرة يتحرك بشكل محدود جدا في هذا الإطار كما في حلب إلا أنه ليس معزولا عن تلك السياسة.
وذكرت سانا أنه تنفيذا لتوجيهات بشار الأسد بإعادة التيار الكهربائي إلى غالبية المناطق التي دمرها الإرهاب وصلت قافلتان إلى حلب تحملان محولات وكابلات
وكان بشار الأسد قال خلال زيارته إلى المحطة الحرارية في حلب في 8 تموز الحالي إنه تم إعادة تأهيل المحطة التي دمرها الإرهاب بجهود وخبرات محلية
وسيطر النظام على محطة حلب الحرارية في شباط عام 2016 وذلك بعد قصفها بالطيران الحربي وتدمير معظم أجزائها وطرد تنظيم داعش منها.
وحول إعادة تأهيل المحطة أعلنت شركة “مبنا” الإيرانية في 25 الشهر الماضي أنها أعادت تأهيل المحطة الحرارية في حلب.
الكهرباء غابت عن الحياة اليومية للأهالي في مناطق النظام خلال السنوات الماضية، بحيث وصلت مدة انقطاعها إلى 20 ساعة إلا أنها في حلب أخذت بعدا أخر باعتبارها مدينة صناعية وهو ماكان عبر عنه أحد الصناعيين خلال لقاء مع مدير الكهرباء في شباط الماضي
وتعمل معظم المحطات الكهربائية على مادتي الفيول والغاز ويشتريهما النظام من إيران في إطار الخط الائتماني
وقال المحلل السياسي عبد الله زيزان إن النظام هو المسؤول الرئيس عن تدمير البنى التحتية والقطاع الخدمي واتهامه الثوار غير صحيح لأن الشعب السوري لا يملك طائرات وصواريخ وهو خرج لتحسين الخدمات.
وأضاف زيزان أن النظام يروج بأنه يستطيع إعادة البنى التحتية من أجل الحصول على دعم خارجي وأيضا بهدف سرقة السوريين.
وقال زيزان إن إيران ومن خلال إعادة تأهيل المحطة الحرارية بحلب تهدف إلى تلميع صورتها أمام الأهالي من أجل مزيد من التمدد.
ورأى المحلل الاقتصادي رضوان الدبس أن وضع الكهرباء في سوريا حتى قبل الثورة كان سيئا والنظام يريد أن يوصل رسالة للأهالي بأنه يسعى لحل أزمة الكهرباء.
وقال الدبس إن النفط المتوفر من إيران هو خط إئتماني له وقت محدد والسؤال الذي يطرح نفسه ماذا بعد انتهاء المدة، والمشكلة أيضا ليست بتوفر النفط بل أيضا بتعطل 70 بالمئة من الشبكة.
وأضاف الدبس أن النظام يبيع الكهرباء للبنان وللتجار والمنشآت السياحية وأماكن يسكنها المتنفذون، مشيرا إلى أن النظام وإن استطاع تشغيل المحطات فإنه سيحمل تكاليفها للأهالي لأن لا موارد لديه.