قمة طهران تؤكد الحل السياسي..ماذا وراء طرح روسيا منصة للحوار الداخلي السوري؟
اختتمت قمة طهران للدول الضامنة أعمالها أمس بتأكيد الحل السياسي والحفاظ على الاستقرار في الشمال السوري من خلال الاتفاقيات السابقة والتعاون المشترك لمحافحة الإرهاب.
وفيما لم يتم الحديث صراحة خلال القمة عن العملية العسكرية التركية مع الإشارة إلى التعاون في مكافحة الإرهاب، برز في القمة طرح روسي حول منصة حوار سياسي داخلي شامل بين المعارضة والنظام وخبراء وممثلي الهياكل العامة للأمم المتحدة.
اختراع منصة سياسية
ورأى د. سامر الياس الكاتب المتخصص في الشؤون الروسية أن ضامني أستانة اتفقت فيما بينها على إدارة الصراع والحل الروسي الوحيد هو إعادة الوضع إلى ماكان عليه قبل العام 2011.
وقال إن الورقة السورية هي رهينة بيد روسيا بدأ يستخدمها في صراعه مع الغرب، مشيرا إلى أن جهود روسيا انصبت على تمييع القرارات الدولية وعدم إيجاد حل سياسي يلبي مصالح السوريين.
وأضاف أن روسيا تريد اختراع منصة سياسية جديدة بهدف إضاعة الحل السياسي من خلال شخصيات ليست لديها مشكلة في الحوار مع النظام في الداخل من أمثال منصة موسكو التي لا تمثل مصالح السوريين والهدف هو إعطاء بعض المقاعد في الحكومة على غرار ماحدث بالنسبة لما يسمى بأحزاب الجبهة الوطنية في وقت سابق.
العملية العسكرية قادمة
وقال د. مهند حافظ أوغلو الأكاديمي والباحث السياسي أن هناك خلافات بوجهات النظر بين الضامنين، إذ أن تركيا تؤكد التوصل إلى حل سياسي شامل من خلال تنفيذ القرار 2254 في حين ترى روسيا وإيران أن يكون هناك تقاسم للنفوذ وهذا ما يعيق تقدم مسار أستانة.
وأضاف أن روسيا وإيران تؤكدان سيادة سوريا ووحدة أراضيها إلا أن الواقع يقول غير ذلك، وتركيا لا تقبل بهذا الوضع فهي تريد إقامة منطقة آمنة للسوريين ريثما يتم التوصل إلى حل سياسي شامل.
وقال إن تركيا لديها حدود طويلة مع سوريا وتعاني من الإرهاب خلافا لروسيا وإيران اللتين تحاولان المراوغة من أجل منع العملية العسكرية.
وأكد مهند حافظ أوغلو أن العملية العسكرية قادمة بهدف إبعاد الإرهاب عن حدودها وإقامة منطقة آمنة إذا لم تراجع روسيا وإيران موقفها وتبعد التنظيمات الإرهابية عن حدودها مسافة 30 كيلو مترا.
دور أستانة الريادي
وأكدت كل من روسيا وتركيا وإيران في ختام قمة طهران الدور الريادي لعملية أستانا في التسوية السلمية للقضية السورية واستمرار التعاون بينها للقضاء على الإرهاب والحفاظ على الهدوء في إدلب.
وقال الرئيس الروسي في مؤتمر صحفي مشترك أعقب القمة أنها تمخضت عن قرارات مهمة من أجل استعادة الاستقرار والأمن وبفضل جهودنا من الممكن أن نجمع على منصة حوار واحدة المعارضة والسلطات السورية وخبراء وممثلين عن الأمم المتحدة”.
مكافحة الإرهاب
من جانبه أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن القمة ناقشت الوضع في سوريا بالتفصيل وامكانية اتخاذ خطوات إضافية لإنهاء الصراع والتوصل إلى حل سياسي مشددا على تصميم بلاده استمرار العمل على مكافحة الإرهاب.
الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي وصف القمة بأنها ناجحة وقال هناك إرادة لدى الأطراف لمحاربة الإرهاب في سوريا، ولا ينبغي أن تكون هناك أية جهود تقوض سيادة سوريا.
ودوليا علق جون كيربي منسق مجلس الأمن القومي للاتصالات الإستراتيجية في البيت الأبيض على القمة بقوله: إن زيارة بوتين إلى إيران دليل على عزلته وعزلة روسيا وكشف عن عزم واشنطن تكثيف العقوبات على روسيا في المرحلة المقبلة.
ملف اليوم – فؤاد عزام