قمة الضامنين في طهران ..هل تعيد انتاج تفاهمات جديدة بشأن سوريا
أولت روسيا أهمية كبيرة للقمة الثلاثية وعدّتها الصيغة الوحيدة القادرة على المساهمة التسوية السياسية في سوريا دون الحديث عن قضايا جوهرية بالنسبة للقضية السورية، في حين أشارت تركيا إلى أنها ستعقد على هامش زيارة الرئيس أردوغان إلى طهران.
وقد يكون تعطيل روسيا الجولة التاسعة للجنة الدستورية في جنيف والتي ترعاها الأمم المتحدة وموقفها من العملية العسكرية التركية وراء التباينات ولا سيما أن تركيا ركزت على أنها ستناقش في القمة مكافحة التنظيمات الإرهابية والحل السياسي في سوريا والوضع الإنساني والعودة الطوعية للاجئين.
خلافات متعددة
وقال طه عودة أوغلو الكاتب والمحلل السياسي إن القمة تأتي في ظل متغيرات إقليمية ودولية غيرت المشهد السياسي وأبرزها الأزمة الأوكرانية، مشيرا إلى أن هناك كثير من الخلافات بين الأطراف الثلاثة.
وأضاف أن تركيا تذهب إلى القمة ولديها أوراق قوة ولا سيما بعد الأزمة الأوكرانية، وروسيا ستسعى إلى عدم إزعاج تركيا، وكذلك إيران التي تتعرض لضغوط كبيرة ولا سيما من الولايات المتحدة وإسرائيل.
وقال طه عودة أوغلو إن العملية العسكرية التركية والملف السوري بمجمله سيكون الأبرز في القمة، وستحاول تركيا الحصول على تفاهمات تتجنب من خلالها الصدام مع القوات الروسية وإيران من جانبها ستسعى إلى منع تركيا من تنفيذ العملية العسكرية خشية أن تتطور باتجاه مناطق نفوذها.
وأضاف طه عودة أوغلو أن بوتين يحاول تسجيل موقف لدى المجتمع الدولي بأنه يريد تشكيل تحالف جديد إلا أن تركيا بعيدة عن هذا الإطار بحكم علاقاتها القوية مع الولايات المتحدة والناتو.
ميليشيات إيران
وقال مصطفى النعيمي الباحث المشارك في المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية “أفايب” إن تركيا تبحث عن أمنها القومي ولا سيما بالنسبة للشمال السوري، وهناك متغيرات حصلت ولها تأثير على الملف السوري ومنها الأزمة الأوكرانية.
وأضاف أن إيران ستلجأ إلى تحريك استخدام ميليشياتها المتمركزة في الشمال ولا سيما نبل والزهراء ولكن في حال تنفيذ العملية العسكرية التركية ستكون هناك خسائر كبيرة لهذه الميليشيات.
تفاهمات محتملة
وتتجه الأنظار إلى قمة ضامني أستانا في طهران اليوم وهي الأولى منذ العام 2019 وتعقد في ظل متغيرات دولية وإقليمية قد تعيد معها إعادة انتاج تفاهمات جديدة لجهة إيجاد مشهد سياسي جديد.
المشهد الجديد برزت ملامحه من خلال تعطيل روسيا عمل اللجنة الدستورية التي ترعاها الأمم المتحدة، وتركيزها على أن الصيغة الدولية الثلاثية أي ضامني أستانة” هي الوحيدة القادرة على تحقيق التسوية بحسب المتحدث الرئاسي الروسي دميتري بيسكوف
ولكن المشهد بالنسبة لتركيا مختلف إذ أكدت في بيان لدائرة الاتصال الرئاسية أن القمة ستنعقد على هامش زيارة الرئيس أردوغان إلى طهران وأنها ستبحث مكافحة التنظيمات الإرهابية التي تشكل تهديدا على أمن المنطقة، وفي مقدمتها تنظيمي “واي بي جي/ بي كي كي” و”داعش” الإرهابيين والحل السياسي في سوريا وقضايا إنسانية ومسألة إعادة اللاجئين.
وبالنسبة لإيران فأعلن وزير خارجيتها أن القمّة ستركز على أمن المنطقة والأمن الغذائي كمحاكاة لقمة جدة الأخيرة التي عقدت تحت عنوان الأمن والتنمية
وتنعقد القمة في ظل أنباء عن قرب تنفيذ تركيا عملية عسكرية ولا سيما أن موسكو كانت قد أعربت عن أملها في أن “تُحجِم” أنقرة عن تنفيذها بينما حذرت إيران من أنها قد تؤدي إلى “زعزعة أمن المنطقة”.