ماذا وراء التصريحات الأردنية الجديدة إزاء إيران.. هل استنتجت عمان أن طهران مفتاح الحل؟
بعد حديث الملك الأردني عبد الله الثاني عن تحالف عربي على غرار الناتو وبأن الفراغ الذي يحدثه انسحاب روسيا من جنوبي سوريا تملأه إيران، برز موقف لافت من رئيس وزرائه يؤكد أن الأردن يسعى لعلاقات جيدة مع إيران، ولم يتعامل معها يوما واحدا على أنها مصدر تهديد للأمن القومي.
وذكر رئيس الوزراء الأردني بشر الخصاونة، في مقابلة مع شبكة “بي بي سي” عربي، الأحد الماضي، أن بلاده تسعى لعلاقات جيدة مع إيران، ولم تتعامل معها يوما واحدا على أنها مصدر تهديد للأمن القومي.
تصريح الخصاونة جاء بعد أيام على تصريحات للملك عبد الله الثاني أكد فيها أن “الوجود الروسي في الجنوب السوري كان مصدر تهدئة، وهذا الفراغ سيملؤه الإيرانيون ووكلاؤهم وتحدث الملك الأردني أيضا عن دعمه إقامة تحالف في المنطقة على غرار الناتو.
المواقف الأردنية الأخيرة جاءت بعد تصعيد استمر لعدة أشهر على الحدود مع سوريا إذ أعلن مسؤول عسكري أردني أن 160 جماعة تعمل في الجنوب السوري في تهريب المخدرات ولديها طائرات مسيرة وعربات باهظة الثمن.
ورأى طارق النعيمات الكاتب والصحفي والأردني أن الموقف الأردني يتوقف على وجود رؤية إقليمية محددة باتجاه الملف الإيراني إذ أن تحديد مصادر التهديد مختلف بالنسبة لدول المنطقة، ولا يوجد اجماع على مواجهة إيران، وقال إنه لا يوجد ثقة بوجود جبهة عربية موحدة لمواجة إيران وحتى من جانب الولايات المتحدة فهي تركز على إعادة العمل بالاتفاق النووي مع إيران.
وأضاف أن العلاقات بين الأردن وإيران ليست سيئة ولم تصل إلى المواجهة، مشيرا إلى حدوث متغير الآن هو وجود ميليشيات لإيران في الجنوب السوري ووجودها يشكل خطرا على الأردن الذي يملك إمكانيات للحل العسكري، ولكن الحل هو سياسي.
وقال النعيمات إن الضامن الميداني في الجنوب هو روسيا، ولكن حركة تهريب المخدرات وكثافتها عبر الحدود والحرفية العسكرية التي يتمتع بها المهربون، أعطت المسألة بعدا عسكريا يهدد أمن الأردن.
وقال د. عمر الحسون باحث سياسي وتاريخي إن الأردن كان حذر من خطر الميليشيات الإيرانية، والإدارة الأمريكية تدعي زورا أنها تريد تحالفا ضد إيران، ولكنها بنفس الوقت هي داعم لتمددها في المنطقة.
وأضاف د. الحسون أن لا خلاف بين الوجود الروسي أو الإيراني في الجنوب السوري، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة تدرك ذلك بل أن كل مايجري في سوريا يتم بدعم منها.
وقال إن إيران لم تنجح في تمددها في المنطقة، بل أن الدول العربية هي التي لم تستطيع مواجهتها.