“أطباء بلا حدود”: تمديد إيصال المساعدات إلى سوريا غير كاف ويثير القلق
أكدت منظمة “أطباء بلا حدود” في بيان نشرته أمس الأربعاء عبر معرّفاتها، أن قرار تمديد إيصال المساعدات الإنسانية إلى سوريا لمدة 6 شهور فقط، يثير القلق، خصوصاً أنه المدة تنتهي في ذروة فصل الشتاء القادم، محذرة من تبعات ذلك على المدنيين.
وقال رئيس بعثة أطباء بلا حدود في سوريا، فرانشيسكو أوتيرو إي فيلار في البيان: “يعدّ قرار تجديد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لآلية عبور المساعدات عبر الحدود حيوياً وضرورياً بالنسبة إلى السكان في شمال غربي سوريا. ومع ذلك، فإن تجديده لمدة ستة أشهر فقط غير كافٍ ويعدّ مثيراً للقلق”.
وأضاف البيان: “لا يوفّر التمديد لهذه المدة رؤية واضحة لشكل الدعم الذي يمكن أن يتوقعه السكان في شمال غرب سوريا، علمًا أنهم يحتاجونه بشدة”.
وتابع أن “معبر باب الهوى الذي يقع على الحدود السورية مع تركيا يشكّل نقطة العبور الإنسانية الوحيدة إلى شمال غرب سوريا. وفي 8 يوليو/تموز من العام 2022، استعملت روسيا حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار كان من شأنه أن يمدد قرار عبور المساعدات عبر الحدود لمدة عامٍ آخر. وفي 12 يوليو/تموز، وبعد جولات عديدة من المفاوضات، جدد مجلس الأمن القرار لستة أشهر فقط، بدلاً من 12 شهراً كما كان مقترحاً أساساً”.
وأكد بيان “أطباء بلا حدود” أنه “ورغم أن تجديد القرار بعث الطمأنينة في النفوس، إلا أن انعدام الأمان سرعان ما سيعود مع انتهاء الإطار الزمني القصير المتفق عليه. ويعتمد أي تمديد إضافي على تصويت جديد من قبل مجلس الأمن في يناير/كانون الثاني من العام 2023”.
وأوضح أن “العمل بالقرار المعتمد حديثًا (قرار رقم 2642) سينتهي في ذروة الشتاء، أي في الوقت الذي تزيد فيه الظروف المناخية القاسية من حدة الاحتياجات الإنسانية”.
وأشار إلى أنه في “كل شتاء، تؤدي درجات الحرارة المتدنية والفيضانات والعواصف الثلجية إلى تعريض حياة السوريين وصحتهم لخطر كبير. والجدير ذكره أن عبور المساعدات عبر الحدود لن يقل أهمية حينئذ، إذ لا يتوفر أي بديل ملائم لهذه الآلية”.
وانتهى العمل بالتفويض الأممي السابق في 10 تموز الجاري، عقب إخفاق مجلس الأمن باعتماد تمديده الجمعة، بسبب “فيتو” روسي.
وصوّتت 12 دولة لصالح القرار الجديد، فيما امتنعت 3 دول عن التصويت (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا) من إجمالي أعضاء المجلس البالغ عددهم 15 دولة.
وفي وقت سابق، أوضحت مندوبة واشنطن لدى الأمم المتحدة السفيرة ليندا توماس غرينفيلد في بيان نقلته الأناضول أن الولايات المتحدة “امتنعت عن التصويت على القرار ماسمح باعتماده من مجلس الأمن لأن التفويض (الأممي) كان رهينة لدى الاتحاد الروسي”.