رسائل سورية في مجلس الأمن هل من جواب على كلمة الشغري؟
قد لا تكون دعوة الناشط الحقوقي عمر الشغري لإلقاء كلمة في مجلس الأمن الدولي معزولة عن توجه غربي للضغط على النظام بسبب دعمه الغزو الروسي لأوكرانيا أو في إطار استهداف الروس من خلاله، ولكن من جهة أخرى ممكن أن تشكل خطوة على طريق محاسبة النظام الذي بدا أن الولايات المتحدة تسير عليه.
كلمة الشغري كانت حادة في محتواها لجهة إدانة المجتمع الدولي على تخاذله إزاء محنة السوريين، ووجهت رسالة من السوريين إلى أعضاء مجلس الأمن حملت إدانة للنظام وروسيا وإيران، وطلبت من الولايات المتحدة تحمل مسؤولياتها إزاء القضية السورية.
ورأى معن طلاع مدير البحوث في مركز عمران للدراسات الاستراتيجية أن الشغري تحدث بوجع السوريين أمام منبر دولي، وكلامه أعاد المشهد إلى أيام الثورة الأولى.
وقال طلاع إن الشغري حمل المجتمع الدولي المسؤولية عن ما حدث للسوريين، ووجه رسائل حادة إلى روسيا، وبأن إدارة الأزمة لم تأت للسوريين إلا بتداعيات خطيره، وبات حلم التغيير الديمقراطي بات بعيدا.
وأضاف أن مسار المحاسبة هو خطوة بدأ يشق طريقه وما ورد بكلمة الشغري يصب في هذا الاتجاه والممكن أن يبنى عليها في هذا الإطار، وهي رسالة واضحة بتمسك السوريين بحقهم في الوصول إلى العدالة.
وقال الكاتب والصحفي حسام جزماتي إن كلمة الشغري تندرج في إطار جهود يبذلها السوريون وليست مرتبطة بمسار دولي باتجاه المحاسبة.
وأضاف أن مواقف الدول الغربية إزاء القضية السورية مستقرة ضمن إطار محدد و الشغري عبر عن وجع السوريين، ولكن من المستبعد أن يكون لكلمته ترجمة سياسية.
وللمرة الثانية خلال ستة أشهر ألقي مدير شؤون المعتقلين في فرقة عمل الطوارئ السورية، المعتقل السابق عمر الشغري، كلمة في مجلس الأمن الدولي، في جلسته التي انعقدت الأربعاء بصيغة آريا.
وخاطب الشغري كل دولة على حدا من أعضاء مجلس الأمن وسمى روسيا بالاسم بوصفها الداعم للنظام واستخدمت الفيتو إلى جانبه
ووجه كلامه لإيران مؤكدا أنها شريكة مع النظام بقتل السوريين، وندد باستقبال الإمارات بشار الأسد، في 18 من آذار الماضي وقال: أليس لديكم أي احترام لملايين يعانون منذ سنوات بسبب الأسد، للأمهات الثكلى
الشغري دعا الولايات المتحدة لموقف أكثر جدية وختم كلمته بدعوة مجلس الأمن للوقوف إلى جانب الشعب السوري
وكان الشغري تحدث أمام مجلس الأمن قبل نحو ستة أشهر عن انتهاكات النظام بحق المعتقلين عبر عرض تجربته والتعذيب الذي تعرض له حين كان معتقلاً.