الإعلام الغربي يكثف الحديث عن جرائم النظام.. هل هو مقدمة لتطورات قادمة؟
ازداد في الأشهر الثلاثة الأخيرة، التركيز في الغرب على الجرائم التي ارتكبها نظام بشار الأسد بحق السوريين، وتدميره البلاد ونهبها، إلا أن هذا التركيز انحسر حتى الآن في وسائل الإعلام وبعض الدوائر البرلمانية لينتهي إلى الاكتفاء بالعقوبات القائمة، وعدم تشجيع التطبيع معه..
وقد يكون حديث الغرب عن جرائم النظام مرتبط أكثر بالغزو الروسي لأوكرانيا ولا سيما أنه ركز في معظم جوانبه على مسؤولية بشار الأسد عن جميع تلك الجرائم بوصفه تابعا أو حليفا للرئيس الروسي الذي يعمل الغرب على عزله وإدانته.
الهدف هو روسيا
ورأى د. عبد الناصر الجاسم أستاذ في كلية الاقتصاد في جامعة ماردين أن الجديد اليوم وبعد غزو روسيا أوكرانيا هو أن الغرب يستخدم القضية السورية لتأجيج مشاعر الغضب ضد روسيا ولذلك فهو اهتمام ثانوي وليس أساسي بمعنى أنه تذكر القضية السورية في سياق الحرب في أوكرانيا..
وأضاف أنه على الرغم مما يطرح في الغرب إزاء النظام إعلاميا إلا أن رؤيته ما تزال بأنه يمكن تغيير سلوك النظام وهذا مستحيل فنظام الأسد لم يترك أي وسيلة إلا واتبعها ضد السوريين، ويجب أن لا نعول على مواقف الدول الأخرى.
وقال كلما ساء المشهد السياسي فإن الإعلام الغربي يتحرك ليسد الفراغ أو يوجد نوعا من التوازن، والغرب يعرف تماما أن بشار الأسد زعيم مافيا ويتاجر بالمخدرات وغيرها والأمر ليس جديدا عليهم.
نكاية بروسيا
وقال عبد الله زيزان الكاتب والمحلل سياسي ربما يريد الغرب من تكثيف حديثه عن جرائم بشار الأسد هو مقدمة لتصعيد ما، ولكنه موجه أكثر باتجاه روسيا على خلفية غزوها أوكرانيا، والضغوط على بشار هي مسألة نكاية بالرئيس الروسي وليس حبا بالشعب السوري.
ولم يستبعد زيزان أن يكون وراء التركيز على جرائم بشار أن يكون مقدمة فيما بعد لمقايضة بين أوكرانيا وسوريا، وقال إن سقف الضغوطات الغربية على النظام هو ما تطرحه الولايات المتحدة من عدم تشجيع التطبيع معه أو عدم تأهيله.
أكثر الحكام فسادا
وفي آخر ما أورده الإعلام الغربي عن النظام نشرت مجلة “إيكونوميست البريطانية مقالا وصفت فيه بشار الأسد بأنه من أكثر الحكام الفاسدين الذين نهبوا أوطانهم وبأنه أفرغ الدولة المدمرة من كل ما تملك، وأصبح كزعيم مافيا مستمرة في تدمير سوريا بحسب ما نقلته قناة الجزيرة عن المجلة.
وتحدثت صحف غربية متعددة بينها “لوموند” (Le Monde) الفرنسية عن مقاربات بين الأزمة في أوكرانيا والقضية السورية وبأن معركة فلاديمير بوتين وبشار الأسد هي واحدة..
ومؤخرا أدلى ما يعرف بحفار القبور بشهادته أمام الكونغرس كان لافتا ما نقلته سي إن إن عنه قوله “كلما طالت الحرب واستمر الأسد في السلطة زاد تمكين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين”
وانتقد رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي بوب منديز وعضوان آخران غياب استراتيجية أميركية واضحة في سوريا وضرورة تحميل الأسد مسؤولية جرائمه.
ومن جانبها ردت مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى، باربرا ليف على انتقادات أعضاء مجلس الشيوخ بأن واشنطن لم ولن تدعم، جهود التطبيع مع النظام، أو إعادة تأهيله.