الجنوب السوري للواجهة مجددا .. هل يتجه الأردن للمطالبة بمنطقة آمنة بدعم أمريكي وخليجي؟
بدا الأردن في خلال الأشهر القليلة الماضية بمواجهة تهديدات متصاعدة من جنوبي سوريا بعد أن كان فتح نوافذ مع النظام لم تجد نفعا بل تجاوزت تلك التهديدات حدود تهريب المخدرات إلى تهريب الأسلحة بشكل ممنهج مع انتشار متزايد لميليشيات إيران.
تصريحات المسؤولين الأردنيين أخيرا حول خطورة الأوضاع على حدوده الشمالية، ترجمتها تقارير صحفية بوجود اتصالات إقليمية ودولية على أعلى المستويات من أجل مواجهتها اتجه بعضها للحديث عن دور قادم لقاعدة “التنف” الأمريكية بالتنسيق مع قوى محلية مسلحة في كل من درعا والسويداء..
تصعيد أردني
وقال النائب في البرلمان الأردني عمر العياصرة لراديو الكل: إن هناك تهريب سافر وممنهج ومبرمج وبرعاية رسمية بغض النظر سواء كانت من النظام أو ميليشيا حزب الله أو إيران لكنها تنتهك السيادة الأردنية ومن هنا جاء التصعيد من جانب الأردن وهو ما أشار إليه الملك عبد الله خلال زيارته الأخيرة إلى واشنطن حول الخشية من أن تملأ إيران الفراغ في ضوء الانسحابات الروسية.
وأضاف العياصرة إن موقف الأردن من الوضع في الجنوب السوري يقوم على ثلاثة أركان الأول تغيير قواعد الاشتباك إذ أن الجهات التي تقوم بتهريب المخدرات لم تعد عصابات تهريب بل ميليشيات تستهدف الأردن.
والركن الثاني بحسب النائب العياصرة هو أن الأردن بدأ يتحدث مع حلفائه ومن بينهم الولايات المتحدة ودول الخليج على اعتبار أنهم متضررون أيضا من تهريب المخدرات بمعنى أن الأردن بحاجة لهذه الأطراف للدفاع عن سيادته.
أما الركن الثالث فهو مخاطبة الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية المعنية لوضعها أمام خطورة ما يحدث لجهة تهريب المخدرات
عمليات تكتيكية
وأوضح النائب العياصرة أن الأردن لن يسمح للميليشيات بالاقتراب من حدوده وقال إن العمل العسكري فاعل عمليا في الميدان، والولايات المتحدة ليست بعيدة عن الدعم اللوجستي والاستخباراتي في حين لا نعرف بعد كيف ستتعامل السعودية مع هذا الملف.
وأضاف أنه من الممكن أن يقوم الأردن ببعض العمليات التكتيكية الاستبقاقية داخل الاراضي السورية إذا ماشعر بازدياد الخطر من ميليشيات التهريب، لكن الأمور حتى الآن هي المواجهة من داخل الأراضي الأردنية.
وقال العياصرة إن الأردن يدرك أن إيران هي من تمسك بالقرار في سوريا بعد أن حمت النظام، ولكنه لا يتحدث معها، ولا يريد أن يقيم علاقات معها بخصوص الجنوب السوري مشيرا إلى أن انحسار الدور الروسي سمح بالتضخم الإيراني في الجنوب.
سقوط الرهان
وأضاف العياصرة: كان هناك رهان من بعض الدول العربية من بينها الأردن يقوم على أن بشار الأسد صحيح أنه حليف لإيران لكنه يتذمر قليلا من التبعية والعبودية للحالة الإيرانية، ومن الممكن الاستفادة من هذه المساحة عربيا ودوليا، ولكن ما حدث هو أن الأمور اختلفت ولا سيما بعد زيارة بشار إلى الإمارات وإيران إذ أنه وصلت قناعات حول الرهان العربي.
ومن جانبه رأى د. سليمان الطعان الأكاديمي والباحث السوري أن مايحدث في المنطقة الجنوبية في سوريا هو ازدياد عمليات تهريب المخدرات بشكل كبير، إضافة إلى تغير طرق التهريب من بينها الطائرات المسيرة.
منطقة آمنة..!
واستبعد د. الطعان قيام منطقة آمنة في الجنوب وقال إن الأمر سابق لأوانه ولم نصل إلى لحظة يقدم فيها الأردن أو التحالف على إقامة منطقة عازلة إضافة إلى أن المجموعات المسلحة في الجنوب من الصعب أن تتعاون نظرا للخذلان الذي تعرضت له سابقا..
وتحدث موقع المدن في تقرير عن توجه لدى قاعدة “التنف” التابعة للتحالف الدولي الموجودة على المثلث الحدودي السوري-العراقي-الأردني لدعم مجموعات محلية مسلحة، والتعاون مع أخرى من أجل مواجهة خطر الوجود الإيراني الآخذ بالتمدد على الحدود الشمالية للأردن، إضافة إلى تحجيم محاولات تهريب المخدرات التي تهدد الأردن.
وازدادت الأوضاع على الحدود السورية الأردنية تدهورا في المدة الأخيرة وسط مطالبات رسمية أردنية بتثبيت الاستقرار في الجنوب السوري كما أعلن وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي
الملك عبد الله الثاني
وكان الملك الأردني عبد الثاني أبدى في تصريحات أدلى بها خلال زيارته لواشنطن الشهر الماضي ونقلتها قناة المملكة ..تخوفه من تصعيد محتمل للمشكلات على الحدود في ضوء ملء ميليشيات إيران الفراغ الذي يحدثه الإنسحاب الروسي من المنطقة الجنوبية في سوريا
وبدت هذه التصريحات مختلفة تماما عن أجواء زيارة الملك الأردني إلى واشنطن في تموز العام الماضي إذ تسرب بعدها عبر الشرق الأوسط أنه تم مناقشة وثيقة رسمية أردنية تتضمن مقاربة جديدة للتعامل مع النظام
وتفقد الملك عبد الله قواته المرابطة شرقي وشمال الأردن ووجهها بالتشدد في التعامل بقوة وحزم لمنع محاولات التسلل والتهريب
وأعلن العميد في المخابرات الأردنية عمر الرداد عن “صراع مراكز القوى لدى النظام بين الولاءات الإيرانية الروسية، تقف وراء استهداف الأردن بعمليات تهريب المخدرات”.
راديو الكل ـ فؤاد عزام