تطورات الشمال قد تهدد مسار أستانة.. الضامنون يعززون وجودهم العسكري في تل رفعت
محللون: الشمال السوري على صفيح ساخن والتطورات ستحدد مآلات أستانة
بدا الميدان ساحة تفاوض بين الضامنين مستبقين جولة قادمة من أستانة منتصف الشهر الحالي، فالحشود في الشمال من كل من تركيا وروسيا وإيران تشي بتطورات وتضع العلاقة بين الأطراف الثلاثة على محك عملي..
الساحة هي ما تبقى من المنطقة الآمنة وأعلنت تركيا أنها تحضر لاستكمالها، في حين تسعى إيران عبر ميليشياتها للعرقلة وبنفس ترسل وزير خارجيتها إلى أنقرة، بينما أظهرت روسيا قوتها من خلال طلعات لطائراتها فوق مناطق متعددة بينها تل رفعت وأيضا سترسل وزير خارجيتها..
صفيح ساخن
ورأى د. سامر الياس الكاتب المتخصص في الشؤون الروسية أن الشمال السوري هو الآن على صفيح ساخن وقد تحدد التطورات مآلات مسار أستانة، مشيرا إلى وجود تنافس بين الضامنين على الرغم من بعض التفاهمات.
وتوقع د. الياس استمرار التنسيق بشكله الأدنى بين الضامنين على الرغم من وجود صعوبات تواجه هذا المسار على خلفية الأوضاع في الشمال السوري وكذلك في أوكرانيا.
وقال إن هناك تفاهمات بين روسيا وتركيا وهي ليست بعيدة عن تفاهمات تركيا مع الولايات المتحدة وتتضمن السماح للقوات التركية بالتقدم باتجاه تل رفعت.
وأضاف د. الياس أن الشمال لطالما تحول إلى صندوق رسائل دموية بين روسيا وتركيا ولكن الأمر لم يذهب إلى تفكك العلاقة أو مسار أستانة مشيرا إلى أن تركيا ستذهب في خطوات إضافية بسبب الانتخابات القادمة وإيران هي الحلقة الأضعف.
تركيا وإيران
ومن جانبه قال فراس رضوان أوغلو الكاتب والباحث في الشؤون التركية إن تركيا لا تسمح لإيران بالوجود في مناطق نفوذها وتريد إغلاق الشمال السوري على ميليشيات إيران وأيضا على قسد ولا سيما أن لإيران ارتباطات مع تنظيم البي كي كي.
وأضاف أن تركيا تريد التفاهم مع روسيا والولايات المتحدة لأهداف متعددة أبرزها تقليل الخسائر وعدم دعم الدولتين لقسد عسكريا.
واستبعد فراس رضوان أوغلو أن تهدد تطورات الأوضاع في الشمال السوري وتباين مواقف الضامنين مسار أستانة ولكن استمرارية ذلك غير واضحة.
وتوقع أن تنفذ تركيا عملية محدودة لإبعاد قسد عن الحدود، وتثبيت المنطقة الآمنة وبالتالي تحسين الأوراق التفاوضية لها وللمعارضة.
مروحيات روسيا
وأرجعت وكالة أنباء الأناضول الهدف من تحليق مروحيات عسكرية روسية فوق منطقة “تل رفعت” شمالي حلب على فترات متقطعة خلال الأيام الماضية إلى منع الجماعات الإرهابية المدعومة من إيران من زيادة نفوذها في المنطقة.
وقالت الوكالة إن الروس رفضوا في 30 مايو/ أيار الماضي السماح لإيرانيين بحضور اجتماع بينهم وبين مسؤولي النظام وقيادات “واي بي جي/بي كي كي”.
وخلافا لإيران لم تعلن روسيا موقفا قطعيا من العملية العسكرية التركية إذ من المقرر أن يصل وزير خارجيتها سيرغي لافروف إلى أنقرة الأربعاء المقبل برفقة ممثلين عن وزارة الدفاع الروسية.
تفاهمات روسية تركية
وترتبط روسيا بتفاهمات مع تركيا حول إبعاد التنظيمات الإرهابية عن الحدود، في حين تتسرب أنباء عن دفع إيران بتعزيزات عسكرية باتجاه نقاط التماس في المنطقة الآمنة ومناطق وجود قسد، وهذا يفسر تصريح الرئيس التركي بأن المنطقة الممتدة بعمق 30 كم بمحاذاة حدودنا الجنوبية هي منطقتنا الأمنية، ولا نريد أن يزعجنا أحد هناك، ونقوم بخطوات في هذا الخصوص”.
وتأتي هذه التطورات قبيل انعقاد جولة للدول الثلاث الضامنة لمسار أستانة إذ حاولت إيران استضافتها بحسب ما أعلنه سفيرها في موسكو إلا أن روسيا كما يبدو حثت كازاخستان على إعلان أنها ستعقد في نور سلطان في 14 الشهر الحالي.