المنطقة الآمنة واتصالات اللحظة الأخيرة.. محادثات هاتفية بين أنقرة وكل من واشنطن وموسكو
محللون: التصريحات التركية هدفها الضغط الدبلوماسي المترافق مع استعدادات عسكرية
شهدت الساعات القليلة الماضية تحركات دبلوماسية محورها بالنسبة لتركيا استكمال المنطقة الآمنة التي كانت في صلب محادثتين هاتفيتين بين الرئيسين أردوغان وبوتين بمبادرة من الرئيس الروسي، وبين المتحدث باسم الرئاسة التركي ومستشار الأمن القومي الأمريكي.
ولم يتضح فيما إذا تم التوصل إلى تفاهمات بين الأطراف حول المنطقة الآمنة إلا أنه سجل تحرك لافت في توقيته وهو زيارة وزير الدفاع التركي إلى الإمارات التي تمسك بملفات دولية كبرى في المنطقة والتي أعلن الوزير آكار من عاصمتها جهوزية الجيش لتنفيذ أي مهمة يكلف بها ضد الإرهابيين.
وأبلغ الرئيس رجب طيب أردوغان نظير الروسي فلاديمير بوتين في اتصال هاتفي أن هناك ضرورة ملحة لإقامة المنطقة الآمنة وفق اتفاق أكتوبر/ تشرين الأول 2019 بينهما بحسب بيان صادر عن الرئاسة التركية.
ولكن بيان الكرملين خلا من الإشارة إلى المنطقة الآمنة وذكر أنه تم التركيز على استعداد روسيا تصدير كميات كبيرة من الأسمدة والمنتجات الزراعية في حال تم رفع العقوبات المفروضة عليها.
وقبل يومين أرسل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مقابلة مع قناة روسيا اليوم إشارات إيجابية إلى تركيا
وفي السياق أبلغ متحدث الرئاسة التركية إبراهيم قالن، مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان في اتصال هاتفي أن أنقرة ستواصل بإصرار مكافحة كافة التنظيمات الإرهابية بحسب بيان الرئاسة التركية في حين قال البيت الأبيض أن سوليفان شدد على أهمية الامتناع عن التصعيد في سوريا من أجل الحفاظ على خطوط وقف إطلاق النار الحالية وتجنب المزيد من زعزعة الإستقرار”.
وبالتزامن زار وزير الدفاع التركي خلوصي أكار الإمارات وأكد من عاصمتها أن القوات المسلحة التركية بجنودها ومركباتها وأسلحتها وتجهيزاتها وبالمعنويات العالية وخبرتها مستعدة لأي مهمة تكلف بها، ضد الإرهابيين.
ورأى الكاتب والمحلل السياسي طه عودة أوغلو أن تصريح أردوغان ووزير الدفاع يدللان على أن الاستعدادات باتت جاهزة والاتصالات السياسية هي لتأمين تغطية لها.
وأكد طه عودة أوغلو أهمية زيارة وزير الدفاع التركي الحالية إلى الإمارات مشيرا إلى أنه تم خلالها مناقشة الملف السوري.
وقال الباحث في مركز جسور للدراسات عبد الوهاب عاصي إن التصريحات التركية بخصوص عملية عسكرية تندرج في إطار الضغوط الدبلوماسية المترافق مع استعدادات عسكرية.
وأضاف أن روسيا تترقب موقف تركيا من قضايا تتعلق بأوكرانيا ولن تتخلى بسهولة عن مكاسب حققتها شرقي سوريا بالتعاون مع قوات سوريا الديمقراطية، مشيرا إلى أن روسيا ستدفع بأعلى سقف من المطالب لتضمن حضورا لها في الشمال ولكن تركيا لن تقبل بذلك.