ازدياد وتيرة الانسحابات الروسية والنظام يعترف.. ما التداعيات ميدانيا وما مهام المعارضة؟
محللون: تستطيع الفصائل الوصول إلى حماة خلال أسبوع إذا زودت بالسلاح
أجبرت الأنباء المتسارعة عن انسحابات للقوات الروسية من مناطق في سوريا النظام إلى الاعتراف بها مع تقليله من تأثيرها على ما وصفه بإمساك روسيا بخيوط اللعبة واستمرار نفوذها في البلاد.
حجم الانسحابات الروسية ليس معروفا بعد إلا أنه لا يبدو قليلا، وهو ما تعكسه التطورات ميدانيا بتحركات إيرانية كبيرة وفي مختلف المنطاق لملء الفراغ، وسياسيا مسارعة الملك الأردني لزيارة واشنطن وإطلاقه تصريحات تعكس تخوفه من التداعيات.
وقال الخبير العسكري والاستراتيجي العقيد إسماعيل أيوب إن السبب الرئيس لانسحاب روسيا من نقاط رخوة يتواجدون فيها لسببين الأول الأوضاع في أوكرانيا والثاني خشيتهم من أعمال عسكرية لفصائل المعارضة تؤدي إلى أسر عسكريين روس أو قتل بعضهم.
وأضاف أن الميليشيات الإيرانية ستملأ الفراغ ولا سيما في الجنوب السوري بهدف زيادة أعمالها في تهريب المخدرات.
وقال العقيد أيوب إن الاستقطاب الحاد بين الناتو وروسيا يلقي بظلاله على المشهد السوري، وإذا ذهبت روسيا إلى مدى بعيد في أوكرانيا قد تسمح الولايات المتحدة لفصائل المعارضة بشن هجمات على القواعد الروسية وبينها قاعدة حميميم.
وأضاف أن زمام المبادرة يؤخذ بموافقة القوى الكبرى، وفي حال تم تسليح الفصائل تستطيع الوصول إلى حماة خلال أسبوع، لكن الأمر مرتبط بتطور الأوضاع في أوكرانيا.
ورأى د. سامر الياس الكاتب المتخصص في الشؤون الروسية أن تركيا ستكون من أكثر المستفيدين من الانسحاب الروسي من أجل الحصول على مكاسب من روسيا إضافة إلى مكاسبها التي حصلت عليها من خلال استانة بعد ان انتزعت منها اتفاقيات..
وقال د. الياس أن المجتمع الدولي غير مختلف على الأوضاع في سوريا وهي موضوع ثانوي بالنسبة له، والأمر منصب على هزيمة الروس في أوكرانيا.
وأقرت صحيفة الوطن التابعة للنظام بوجود انسحابات للقوات الروسية من سوريا، وأرجعت السبب إلى الحرب في أوكرانيا، لكنها نفت أن يكون لها أي تأثير لها على ما وصفته بإمساك روسيا بخيوط اللعبة، ودوام نفوذها في سوريا.
ولم تعط الصحيفة تفاصيل عن مناطق الانسحابات الروسية، إلا أن مصادر صحفية متعددة بينها صحيفة الشرق الأوسط أكدت أنها شملت ريف اللاذقية وحلب مع تحركات في مطاري القامشلي بالحسكة، والتيفور بحمص
وأضافت أن القوات الروسية نقلت إلى قاعدة حميميم الجوية، تمهيداً لتوجهها إلى جبهات أوكرانيا، في حين تسلمت تلك المواقع ميليشيات موالية لإيران بينها حزب الله إلى جانب قوات النظام .
وفي الجنوب ذكر موقع أحرار حوران أن روسيا تخلت عن قيادتها اللواء الثامن في درعا وإلحاقه بشعبة المخابرات العسكرية التي تسيطر عليها إيران.
وزار الملك الأردني عبد الله الثاني واشنطن قبل أيام وأبدى في مقابلة تلفزيونية نقلتها قناة المملكة تخوفه من احتمال التصعيد على حدود بلاده الشمالية بسبب الفراغ الذي ستملأه إيران وميليشياتها في الجنوب والذي سيزداد بعد انسحاب روسيا من المنطقة الذي كان مصدرا للتهدئة.
وقد تؤدي الانسحابات الروسية إلى إضعاف قبضة النظام حتى لو انتشرت إيران ولا سيما أن المعارضة كانت حققت تقدما كبيرا قبل أن تتدخل روسيا وتغير موازين القوى.