النظام يعترف بانسحابات روسية من سوريا
صحيفة الوطن: تقليص القوات الروسية لن يؤثر على إمساك موسكو بخيوط اللعبة
أقرت مصادر النظام بانسحابات للقوات الروسية من سوريا بسبب الحرب في أوكرانيا لكنها نفت أن يكون لها أي تأثير لها على ما وصفته بإمساك روسيا بخيوط اللعبة ودوام نفوذها في سوريا.
ونقلت صحيفة الوطن التابعة للنظام عن خبراء قولهم: إن تقليص عدد القوات الروسية في مناطق محددة من سوريا إجراء عملياتي مرتبط بمجريات الحرب في أوكرانيا ومدى حاجتها إلى خبراء ونخبة تمرسوا في مكافحة إرهاب تنظيمي داعش وجبهة النصرة.
وأضاف الخبراء بحسب الصحيفة أن تقليص عديد القوات الروسية لن يؤثر على استمرار إمساك موسكو بخيوط اللعبة ودوام نفوذها بالشكل الذي يمكنها من فرض الحل المناسب للأزمة وفق أجندتها ورؤية دمشق للحل.
ولم تعط الصحيفة تفاصيل عن المناطق التي انسحبت منها القوات الروسية إلا أن الأنباء التي تحدثت مؤخرا عن هذا الموضوع أشارت إلى أنها شملت معظم مناطق البلاد المتمركزة فيها القوات الروسية.
ففي الشمال السوري كشفت صحيفة الشرق الأوسط اللندنية استنادا لمصادر معارضة عن انسحاب قوات روسية من مواقع عسكرية في ريف اللاذقية وحلب إلى قاعدة حميميم الجوية، تمهيداً لنقل تلك القوات إلى جبهات أوكرانيا، بالمقابل تسلمت ميليشيات موالية لإيران بينها حزب الله اللبناني تلك المواقع، إلى جانب جزء من قوات النظام .
كما انسحب جزء من القوات الروسية (17 آلية عسكرية وعشرات الجنود الروس)، من مدينة منبج ومحيطها شمال حلب، التي تشارك (قوات سوريا الديمقراطية) في النفوذ على المدينة وريفها.
وتم رصد انسحاب قوات روسية أخرى، خلال الأيام الأخيرة الماضية من منطقة مسكنة والسفيرة ومناطق خناصر والحاضر جنوب حلب، ضمن أرتال عسكرية، تضم ناقلات جند مصفحة وآليات ثقيلة بينها دبابات ومدافع وشاحنات تقل معدات لوجيستية، رافقتها مقاتلات وطائرات استطلاع روسية، باتجاه مطار حماة العسكري، وسط البلاد»،
وشملت أيضا التحركات الروسية مطار القامشلي بالحسكة، ومطار التيفور بحمص، إذ ذكرت شبكة عين الفرات أن القوات الإيرانية والميليشيات التابعة لها انتشرت في أطراف بلدة مهين جنوب شرقي حمص التي كانت تسيطر عليها القوات الروسية والتي تحوي ثاني أكبر مستودعات للسلاح والذخيرة في سوريا.
وفي الجنوب السوري ازدادت نشاطات إيران وميليشياتها بالتزامن مع تخلي روسيا عن اللواء الثامن في درعا وإلحاقه بشعبة المخابرات العسكرية التي تسيطر عليها إيران بحسب ما أكده موقع أحرار حوران.
وكان الملك الأردني عبد الله الثاني أبدى تخوفه من احتمال التصعيد على حدود بلاده الشمالية بسبب الفراغ الذي ستملأه إيران وميليشياتها في الجنوب والذي سيزداد بعد انسحاب روسيا من المنطقة الذي كان مصدرا للتهدئة.
وأكدت صحيفة موسكو تايمز المعارضة للنظام الروسي أنه سيتم سحب نحو 4000 عسكري من سوريا وقد تم نقل العديد من الوحدات العسكرية من قواعد في جميع أنحاء البلاد إلى ثلاثة مطارات متوسطية، حيث سيتم نقلهم إلى أوكرانيا”.
وقد تؤدي الانسحابات الروسية من مناطق في البلاد إلى إضعاف قبضة النظام حتى لو انتشرت القوات الإيرانية في تلك المناطق ولا سيما أن قوات المعارضة كانت حققت تقدما كبيرا على تلك القوات قبل أن تتدخل روسيا بطائراتها وتغير موازين القوى.