هل خسرت إيران في الانتخابات اللبنانية وماذا عن النظام؟
محللون: إيران قطعت الطريق على النظام واستبعدته من الشراكة في القرار حول الورقة اللبنانية
قد لا تكون إيران خاسرة في الانتخابات البرلمانية اللبنانية مع احتفاظ حزب الله وحليفه نبيه بري بمقاعد الطائفة الشيعية، ولكن ماشكل صدمة لنظام الأسد خسارته جميع التابعين له مقاعدهم وبين هؤلاء إيلي فرزلي وأسعد حردان ووئام وهاب في ظل تساؤلات عن دور حزب الله في ذلك.
ولإيران خطط بديلة حتى ولو خسر حزب الله وحلفاؤه أكثرية برلمانية فهي على غرار مافعلت في العراق بعد خسارة الحشد الشعبي نصف مقاعده، قد تقوم بتعطيل الحياة السياسية وإيجاد أزمة سياسية، إنما الأمر الأكثر أهمية هو هل طلبت من حزب الله عدم دعم حلفاء النظام؟ وما الهدف؟
ورأى المحلل السياسي والمرشح على قائمة “إنقاذ وطن” لبنان أمين بشير أنه ليست مصادفة أن يسقط التابعون للنظام في جميع المناطق اللبنانية وقد تكون وراء ذلك ولا سيما أن حزب الله رفع غطاءه ودعمه لهم.
وقال إن إيران ربما أرادت القول للمجتمع الدولي إن الورقة اللبنانية حصرا هي بيدها والنظام السوري ليس شريكا لها ولا سيما أن البيئة اللبنانية رافضة بشكل عام لوجوده في لبنان.
وأضاف أن النظام لا يحكم سوريا ومحاولاته استجماع قواه وامساكه بأوراق سابقة في لبنان لم تعد مجدية ولا فرص لديه للتفاوض مع العرب من خلال لبنان مشيرا إلى أن إيران إيران قطعت الطريق عليه بأن التفاوض حتى مع النظام يمر من خلالها.
وقالت الكاتبة والصحفية اللبنانية فاطمة عثمان أن الوعي الشعبي هو من منع وصول حلفاء النظام للبرلمان، مرجحة انحسار دوره في لبنان ولا سيما أن حزب القوات اللبنانية وقوى التغيير سيكون لها كلمة في القرار السياسي بعد استحواذها على أكثرية.
وتوقعت عثمان أن تشهد المرحلة المقبلة صداما مباشرا بين حزب القوات اللبنانية وحزب الله ولا سيما بعد أن أعلن الحزب رفضه إعادة انتخاب رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى جانب ممثلي ثورة 17 تشرين الأول..
وأظهرت نتائج الانتخابات احتفاظ حزب الله وحليفته حركة أمل، بكامل المقاعد المخصّصة للطائفة الشيعية 27 مقعداً، لكن ما بدا لافتا هو خسارة حلفائهما المحسوبين على نظام الأسد مقاعدهم ومن بين هؤلاء اسعد حردان ووئام وهاب وجميل السيد وطلال ارسلان وفيصل كرامي إضافة إلى إيلي الفرزلي الذي بث ناشطون مقطع فيديو لاحتفال اللبنانيين بسقوطه.
وبحسب تفاصيل العملية الانتخابية فإن عدم دعم حزب الله” بالاصوات الذي بدا متعمدا كان السبب الرئيس في عدم فوز الشخصيات المحسوبة على النظام ولكن هل موقف الحزب معزول عن موقف إيران؟
وأيضا هل هناك رغبة لدى إيران في تحجيم دور النظام في لبنان مع ازدياد دورها في الاستحواذ على قرار النظام ولا سيما أنه حاول في المدة الأخيرة الاستجابة لخطوات بعض العرب وبينهم الإمارات
ومن المستبعد أن يكون لبنان معزولا عن سوريا بالنسبة لاستراتيجية إيران، فما الذي تريده من تحجيم دور النظام في لبنان؟