بشار الأسد يدعو الصليب الاحمر للمساعدة في تهيئة الظروف المناسبة لعودة اللاجئين
النظام يسعى للاستحواذ على أموال المساعدات الدولية بحجة تقديمها للسوريين المحتاجين
دعا بشار الأسد اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى ضرورة إيجاد الظروف المناسبة لعودة اللاجئين كتأهيل البنية التحتية لشبكات المياه والكهرباء، مشيرا إلى أن العمل الإنساني يجب أن يساعد على تحسين حياة السوريين في مناطقهم وقراهم بحسب ما أوردته سانا.
وجاء تصريح بشار الأسد خلال لقائه رئيس اللجنة الدولية لـلصليب الأحمر بيتر ماورير في دمشق أمس وتم فيه بحث عمل اللجنة في سوريا والتعاون بين الجانبين حول الاستجابات الإنسانية من أجل تلبية احتياجات السوريين في القطاعين الإنساني والخدمي.
وبحسب سانا فقد أعرب ماورير عن تقديره للتنسيق القائم مع الحكومة السورية لتذليل الصعوبات، التي قد تعترض عمل اللجنة في بعض المناطق والتسهيلات التي تقدمها من أجل إنجاح مهمتها في مجال العمل الإنساني.
وتتزامن زيارة رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى دمشق مع انعقاد مؤتمر بروكسل في نسخته السادسة من أجل دعم مستقبل سوريا والمنطقة حيث يشكل بند المساعدات أحد عناوينه من خلال تعهد مانحين دوليين لإغاثة السوريين.
وعلى غرار روسيا التي استبعدت من المؤتمر هذا العام ندد نظام الأسد بالمؤتمر ووصفته وزارة خارجية النظام بأنه مسيسولا يتّفق مع مبادئ الأمم المتحدة الناظمة للعمل الإنساني ولا يعكس أي حرص حقيقي على مساعدة الشعب السوري.
ويرفض النظام بدعم من روسيا وصول المساعدات للسوريين خارج مناطق سيطرته عبر الحدود ويعمل على حصرها بالمرور عبره بحجة أن الأمر يتعلق بالسيادة، في حين تحدثت الأمم المتحدة عن تلاعب النظام بالمساعدات بحسب ما أورده مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في تقرير.
وذكر المركز في تقريره الذي أصدره في 14 فبراير/ شباط 2022، تحت عنوان “إنقاذ المساعدات في سورية” أن النظام تلاعب بالمساعدات الإنسانية طوال سنوات، من خلال الإصرار على توزيع المساعدات الأممية عبر الهلال الأحمر، ما سمح لحكومته بتوزيع المساعدات بعيداً عن رقابة ونظر مؤسسات الأمم المتحدة، علماً أنها المرة الأولى التي تسمح فيها الأمم المتحدة بتدخل الحكومة في توزيع المساعدات”.
وشدد التقرير على أن “الأمم المتحدة وثقت تلاعب النظام بالمساعدات الإنسانية عام 2016، وأن مكتبها للشؤون الإنسانية (أوتشا) ربط التلاعب بافتقاد التحليل والتقييم المناسبين للاحتياجات وقد استند التقرير إلى مقابلات أجريت مع أكثر من 130 من مسؤولي الأمم المتحدة وعمال الإغاثة والمفاوضين والدبلوماسيين والعاملين في مجال الاستجابة الإنسانية.
ويعاني ثلاثة من كل خمسة سوريين “انعدام الأمن الغذائي”، بعد الارتفاع المستمر بأسعار المواد الغذائية، وتدهور الاقتصاد في جميع أنحاء سوريا بحسب برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في حين ذكر المتحدث باسم الأمين العام للمنظمة الأممية ستيفان دوجاريك، في آذار/مارس عبر بيان رسمي، أن «الاحتياجات الإنسانية في سوريا تتزايد بشكل مضطرد، حيث يوجد الآن 14.6 مليون محتاج هذا العام ونحو 6.9 ملايين شخص من النازحين».
وصنفت الأمم المتحدة سوريا كأكبر دولة في العالم من حيث عدد النازحين داخل الجغرافية السورية، مشيرة في ذات الوقت إلى أن الفقر بين السوريين وصل إلى 90 في المئة من إجمالي السكان.
ودمرت الحرب في سوريا وفق تقارير حقوقية ودولية البنى التحتية في ثلثي البلاد، وهُجر الملايين نحو الشمال السوري أو إلى خارج البلاد في حين أكدت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن النظام يتحمل مسؤولية تحطيم النظام الاقتصادي في البلاد، على اعتباره المسؤول الأول عما آلت إليه الساحة السورية، خاصة تنفيذه لعمليات قصف وحشية مع حليفه الروسي التي أدت إلى تدمير أحياء سكنية كاملة ومصانع وبنى تحتية في عموم الأراضي السورية
وقالت الشبكة في تقرير إن هجمات النظام والروس أدت إلى تهجير ونزوح نصف الشعب السوري، ربعهم نازح داخل الحدود الجغرافية والربع الآخر أصبح خارج سوريا، وهذا يدل على أن ما نسبته 50 في المئة من الشعب توقف عن العمل والإنتاج فيها.
كذلك أثرت عمليات النزوح بحسب الشبكة على حياة الأطفال والنساء الذين يعيشون ضمن ظروف معيشية سيئة، وهي ظروف من شأنها رفع نسبة الوفيات في سوريا، والإعاقة نتيجة سوء التغذية، وبالتالي نحن مع شريحة من المجتمع السوري تعاني صحيا وهو من شأنه التأثير على الأجيال القادمة أيضا، علاوة عن هشاشة الأوضاع الأمنية ومصاعب العمليات التعليمية، وكل هذه الأزمات سببها الأساسي هو النزوح الذي سيؤدي أيضا إلى معاناة أخرى للنساء والأطفال، كالابتزاز الجنسي والمالي والتجنيد.