انطلاق أعمال مؤتمر بروكسل في ظل متغيرات دولية.. هل يصعد الغرب ضد النظام للضغط على روسيا؟
محللون: أزمة أوكرانيا تلقي بظلالها والمؤتمر ركز على قضايا المعتقلين على خلفية الكشف عن مجزرة التضامن
بدأت أعمال الدورة السادسة من مؤتمر بروكسل لـ”دعم مستقبل سوريا والمنطقة” في ظل ظروف ومعطيات مختلفة عن الدورات السابقة يرجح أن تنعكس على مداولاته ولا سيما إزاء النظام من خلال النبرة المرتفعة للغرب ضد روسيا التي استبعدت لأول مرة من المشاركة في المؤتمر.
وقد لا يعول على انفراجات في هذا المؤتمر كما المؤتمرات السابقة ولكن ثمة زخم جديد سبق انطلاقه يتعلق أساسا بتداعيات غزو روسيا لأوكرانيا الذي ألحق النظام نفسه بها وما تبعه من صراع غربي ـ روسي قد يوظف المؤتمر كأحد أدواته غربيا..
أوكرانيا تلقي بظلالها
وقال الكاتب والصحفي الأردني طارق النعيمات إن الجديد في نسخة بروكسل هذا العام أن أحد الأطراف الرئيسية وهو روسيا منخرط في الحرب في أوكرانيا ولا سيما أنها تساوم في مسألة المساعدات وتوظف سياسيا القضايا الإنسانية.
ولم يستبعد النعيمات أن ترد روسيا على استبعادها من المؤتمر من خلال عرقلة المساعدات في مجلس الأمن ما ينعكس سلبا على السوريين.
وقال إن الحرب في أوكرانيا تلقي بظلالها على المؤتمر لجهة تعامل الغرب مع روسيا وقال إن تداعياتها تؤثر على مسألة الدعم الدولي للسوريين ما يمكن أن يحد من حجم المساعدات في ظل أزمة غذاء وطاقة عالمية.
قضايا المعتقلين
وأضاف النعيمات أن المؤتمر يركز في نسخته الحالية على موضوع المجتمع المدني ومن بينها الاهتمام بقضايا المعتقلين على خلفية الكشف عن مجزرة التضامن، ولكن تبقى في إطار المناقشات حاليا، إذ أن تغيير الأوضاع على الأرض يحتاج إلى حل سياسي ولا يبدو أن هناك نية لإحداث تغيير حقيقي ولا سيما من قبل النظام.
وقال النعيمات إن حضور الائتلاف المؤتمر ممكن أن يشكل تفعيلا للقضية السورية بعد تراجع الاهتمام بها دوليا.
دور غربي متصاعد
ومن جانبه رجح محمد ياسين نجار رئيس المكتب السياسي لحركة العمل الوطني من أجل سوريا أن يزداد الدور الأمريكي والأوروبي بالنسبة للقضية السورية بعد استبعاد روسيا من المؤتمر ونظرا لتشابه الأوضاع دوليا بين سوريا وأوكرانيا.
وقال نجار إنه إذا ما أعاد الغرب تقييم كيفية وصول المساعدات سابقا للسوريين، فإنه يمكن تجاوز الأخطاء التي وقعت ومن بينها قضايا الفساد التي وقعت وتم من خلالها تسليم النظام قسم من المساعدات.
وانطلقت صباح اليوم أعمال مؤتمر بروكسل التي تستمر يومين بمشاركة ممثلين عن حكومات، ومنظمات دولية وإقليمية، ومنظمات المجتمع المدني بهدف التأكيد على دعم المجتمع الدولي للشعب السوري بحسب ما أعلنه في وقت سابق المتحدث باسم المفوضية الأوروبية بيتر ستانو.
ويعقد المؤتمر في ظل متغيرات دولية من شأنها أن تؤثر بشكل مباشر وغير مباشر على ملفات القضية السورية أبرزها الغزو الروسي لأوكرانيا، وما خلفه من آثار سياسية واقتصادية على سوريا والاتحاد الأوروبي.
أهداف المؤتمر
ولا تزال الأهداف المعلنة للمؤتمر ثابتة وهي مواصلة دعم السوريين في بلدهم والمنطقة من خلال التفاف المجتمع الدولي حول عملية سياسية بموجب قرار مجلس الأمن الدولي 2254، وكذلك تسوية التحديات الإنسانية الأكثر شدة، منها تلبية احتياجات اللاجئين السوريين الأردن ولبنان وتركيا ومصر والعراق.
وعكست تصريحات المسؤولين الغربيين ثباتا في المواقف إزاء القضية السورية ولا سيما بلاءات متجددة بوجه النظام أطلقها جوزيف بوريل الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والأمن بالاتحاد الأوروبي تربط إعادة الإعمار بالانتقال السياسي.
وتكتسي الدورة السادسة من مؤتمر بروكسل أهمية خاصة ليس فقط بسبب عدم توجيه الدعوة لروسيا التي تعد صلة الوصل بين النظام والمجتمع الدولي وتتحدث باسمه وتدافع عنه في المحافل الدولية بل وأيضا لتوقع مناقشته موضوع المفقودين في سجون النظام.