مؤتمر بروكسل في نسخته السادسة ينطلق غدا بغياب روسيا للمرة الأولى
توقعات بمناقشة المؤتمر ملف المعتقلين، وجوزيف بوريل يرمي بلاءات الاتحاد الأوروبي بوجه النظام
تنطلق غدا أعمال الدورة السادسة من مؤتمر بروكسل لـ”دعم مستقبل سوريا والمنطقة” في ظل ظروف ومعطيات مختلفة عن الدورات السابقة عكستها تصريحات المسؤولين الغربيين بلاءات متجددة بوجه النظام ومن خلفه روسيا التي استبعدت من المشاركة بسبب غزوها لأوكرانيا خلافات للدورات السابقة.
وتكتسي الدورة السادسة من مؤتمر بروكسل أهمية خاصة ليس فقط بسبب عدم توجيه الدعوة لروسيا التي تعد صلة الوصل بين النظام والمجتمع الدولي وتتحدث باسمه وتدافع عنه في المحافل الدولية بل وأيضا لتوقع مناقشته موضوع المفقودين في سجون النظام إضافة إلى هدفه الرئيس وهو دعم الشعب السوري في سوريا والمنطقة، وحشد المجتمع الدولي من أجل حل سياسي على أساس القرار 2254.
ملف المفقودين
وبحسب موقع الأمم المتحدة فقد عقدت في إطار الاستعدادات لمؤتمر بروكسل فعاليتان جانبيتان حول تطورات الأحداث في سوريا الأولى بعنوان: “المضي قدما في الحقيقة والعدالة: معالجة أزمة المفقودين والاحتجاز في سوريا” والثانية تتعلق بالدعم الصحي.
موقع الأمم المتحدة نقل عن مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، ميشيل باشيليت، قولها إنه بعد 11 عاما لا يزال الوضع على ما هو عليه مفجع كما شوهد قبل أسبوع من خلال نشر مقطع فيديو صادم يظهر لقطات لرجال عزل يتم اعتقالهم من قبل رجال يرتدون زيّا عسكريا وقد دُفعوا إلى حفرة حيث تم إعدامهم وحرقهم.
وأكدت باشيليت وجوب المساءلة عن الانتهاكات والجرائم المرتكبة في سوريا وقالت: أكرر أنه يجب منح وكالات حقوق الإنسان والوكالات الإنسانية حق الوصول إلى جميع الأماكن التي يُحتجز فيها المعتقلون والمختطفون.”
وصدرت أيضا تصريحات أممية تدعو لتشكيل آلية تحقيق دولية مستقلة ذات سلطة دولية للتحقيق في أوضاع المدنيين المختفين ولا سيما من رئيس لجنة التحقيق المعنية بسوريا لدى الأمم المتحدة باولو بينيرو الذي قال إن إنشاء مثل هذه الآلية بات ضرورة وإن التأخر في إنشاء هذه الآلية سيزيد من صعوبة الكشف عن مصير هؤلاء الناس.
استقرار اجتماعي
وجمعت الفعالية الثانية التي نظمتها منظمة الصحة العالمية شركاء الصحة العالميين لتنسيق وتقديم استجابة صحية شاملة لجائحة كوفيد-19 التي فرضت ضغوطا كبيرة على النظام الصحي في سوريا، الأمر الذي جعل الكثيرين عرضة للأزمات الصحية.
وخلال حديثه في الفعالية، قال الدكتور أحمد المنظري، مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط إن مستقبل سوريا العادل والسلمي يعتمد على الالتزام المتجدد للمجتمع الدولي والدول الأعضاء والشركاء، مؤكدا الحاجة إلى تعددية جديدة من أجل تحقيق الصحة للشعب السوري وضمان الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي والازدهار المشترك.
بوريل لاءات متكررة
وفيما يتعلق بالمواقف السياسية أكد الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والأمن بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أن الاتحاد الأوروبي لن يعيد علاقاته الدبلوماسية كاملة مع سوريا، ولن يبدأ العمل على إعادة الإعمار حتى يتم إنجاز انتقال سياسي حقيقي وشامل بحزم وفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254.
وقال بوريل للشرق الأوسط اللندنية: طالما لم يتم إحراز تقدم في تنفيذ قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة بشأن سوريا، فسيبقي الاتحاد الأوروبي على نظام العقوبات كوسيلة إضافية للضغط على النظام السوري لتغيير سلوكه.
وأضاف بوريل أن عقوبات الاتحاد الأوروبي تأتي كإشارة واضحة إلى أن السياسات القمعية لنظام الأسد ضد السكان المدنيين في سوريا، بما في ذلك مصادرة الأراضي لأغراض سياسية، وكذلك استخدام الأسلحة الكيماوية، غير مقبولة من قبل الاتحاد الأوروبي. كما توجه العقوبات الأوروبية رسالة إلى أنصار النظام السوري، مفادها أن دعمهم للنظام سيكون له ثمن.
وقال إن الاتحاد الأوروبي يدعم بشكل كامل جهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة السيد بيدرسون لإحراز تقدم بشأن جميع عناصر قرار مجلس الأمن رقم 2254، بما في ذلك عمل اللجنة الدستورية في جنيف ونهج خطوة بخطوة للمبعوث الأممي غير بيدرسون.
وأكد المسؤول الأوروبي عدم دعوة روسيا إلى المؤتمر على عكس ما جرى في الدورات الخمس الماضية وقال: ندعو الشركاء الذين لديهم مصلحة حقيقية للمساهمة في إحلال السلام في العالم ومساعدة ضحايا الصراع، وروسيا أثبتت من خلال عدوانها على أوكرانيا أنها لا تشارك هذه المصلحة.
روسيا غاضبة
وجاء عدم دعوة روسيا موجعا على روسيا التي عبرت عن غضبها من خلال هجوم عنيف شنته على مؤتمر بروكسل وقالت خارجيتها في بيان نقله موقع روسيا اليوم: هكذا تحول مؤتمر بروكسل، دون مشاركة ممثلين عن روسيا وسوريا وبعد فقدانه الرعاية الأممية إلى تجمع لـ “شلّة”من الغربيين ليس له أي قيمة مضافة.
وأضافت الخارجية الروسية أن الاتحاد الأوروبي لم يكتف بعدم دعوة “سوريا” خلال السنوات الماضية إلى مؤتمر بروكسل بل إنه قرر الذهاب أبعد من ذلك هذه المرة وعدم توجيه الدعوة لحضور الفعالية إلى المسؤولين الروس الذين سبق أن شاركوا في مؤتمرات المانحين بشأن سوريا”.
وبالمقابل أعلن الائتلاف الوطني أنه سيشارك في أعمال مؤتمر بروكسل وقال في تصريح نشر على موقعه أمس أن وفدا برئاسة سالم المسلط رئيس الائتلاف سيتوجه إلى العاصمة البلجيكية بروكسل وسيعقد لقاءات هامة مع ممثلي الدول الشقيقة والصديقة للشعب السوري، لبحث أهم القضايا المتعلقة بملف المحاسبة والمعتقلين والانتقال السياسي ودعم المهجّرين واللاجئين.