محللون: كشف الغارديان عن الجريمة مرتبط أكثر بالضغط على روسيا من خلال بشار الأسد
واحدة من بين آلاف جرائم الحرب التي ارتكبها نظام الأسد تكشفها صحيفة الغارديان من خلال فيديو يظهر مخابرات النظام تقتل بدم بارد 41 مدنيا في حي التضامن بدمشق في العام 2013 وترميهم بحفرة قبل أن تضرم النار فيهم.
المذبحة التي استحوذت على اهتمام وتغطية واسعة من وسائل الإعلام تطرح أسئلة حول توقيت الكشف عنها وفيما إذا كانت بداية لتغير الغرب لهجته إزاء القضية السورية أم أنه جزء من الضغط على بوتين من خلال بشار الأسد؟
جريمة ضد الإنسانية
المحامي عبد الناصر حوشان عضو في هيئة القانونيين السوريين رأى أن جريمة التضامن تندرج في إطار الجرائم ضد الإنسانية ونشره من خلال صحيفة الغارديان يدلل على تصعيد قادم ضد النظام ولا سيما في ظل تطورات القضية الأوكرانية.
وقال حوشان إن هناك عقبات تتعلق بالفيتو الروسي، والحديث عن تحجيم دور روسيا في مجلس الأمن ولكن ممكن للسوريين استغلال هذا الواقع بالتقدم باتجاه المنظمات الدولية لتضاف إلى الجرائم الأخرى الموثقة وتقديمها للجمعية العامة للأمم المتحدة، مشيرا إلى أن الملف الأوكراني بدأ من خلال المنظمة الدولية ومن ثم فتح الباب أمام خطوات أخرى ويمكن للسوريين العمل بنفس الاتجاه.
مسارات العدالة
وأضاف حوشان أن هناك ثلاث مسارات للعدالة الأول المحاكم الوطنية والثاني المحاكم الأجنية والثالث مسار الأمم المتحدة المعطل للأسف بفعل الفيتو الروسي.
وأضاف أن بشار الأسد لا يستطيع التنصل من الجرائم لأنه بالقانون الرئيس مسؤول عن أفعال مرؤوسيه خاصة أنه القائد العام للجيش والقوات المسلحة.
وقال حوشان إن بشار الأسد هو سليل عائلة إجرامية استحكمت بالبلاد قتلا والتعويل على تغيير سلوك المجرم هو محض أوهام، وإعادة تعويمه غير ممكنة ولا بد أن يدفع النظام الثمن.
توقيت الكشف عن الجريمة
وقال براء عبد الرحمن الصحفي في شبكة آرام ميديا أن الكشف الآن من قبل الغارديان عن جريمة التضامن ربما يكون مرتبطا بملف القضية الأوكرانية من خلال الضغط على بوتين عن طريق الكشف عن جرائم بشار الأسد.
وأضاف أنه إذا كانت تصريحات رسمية من قبل بعض الدول الغربية فمن الممكن أن يكون للضغط على روسيا، مشيرا إلى أن النظام الدولي بات الآن يبحث عن أوراق للضغط عليها.
وقال عبد الرحمن ربما نشر الفيديو رسالة لبعض الدول الخليجية بعدم التقارب مع نظام الأسد ولا سيما بعد أن أبدت الولايات المتحدة بعض الانزعاج من استقبال الإمارات بشار الأسد.
وأضاف أن الغرب لا يريد إعادة تعويم النظام والعلاقات بين بعض الدول العربية والنظام لا تندرج في إطار إعادة تعويمه، ولكن العلاقات الدولية تبنى على المصالح.
وقال عبد الرحمن إنه من المهم مواصلة تعرية النظام وفضح جرائمه من خلال تواصل السوريين مع منظمات دولية.
من بين آلاف الجرائم
جريمة حي التضامن جديدة في الكشف عنها وقديمة في تنفيذها وتعود للعام 2013 حين نشر النظام جيشه في شوارع المدن والبلدات لمواجهة محتجين مدنيين سلميين خرجوا يطالبون بالحرية والكرامة
الجريمة بحسب فيديو نشرته صحيفة الغارديان البريطانية يظهر عددا من ضباط وعناصر الفرع 277 الذي يعرف بفرع المنطقة في جهاز المخابرات العسكرية يسوقون مدنيين معصوبي الأعين، ومقيدي الأيدي نحو حفرة الإعدام
ويقول مارتن تشولوف، مراسل الغارديان في الشرق الأوسط، إن هذا الفيديو هو من أفظع ما رآه في الصراع السوري بأكمله، وقال إن هذه اللقطات “تعطينا لمحة عن جزء لم يسبق وصفه من الحرب المستمرة منذ 10 سنوات”.