دراما النظام في المشهد العام ما الدور الوظيفي المنوط بها؟
الفنان عبد القادر منلا: لو أدركت المعارضة السياسية أهمية الدراما لأفردت مساحات واسعة من برامجها وخططها.
في الدراما التلفزيونية كما السينما كما الإعلام البروباغندا واحدة وإن تعددت اللغات التي تتحدث بها وطرق إخراجها وعناوينها فهي تدور في فلك النظام، الفساد، بطولات الجيش، مؤامرة كونية.
ميزانيات ضخمة وضعها النظام للقوة الناعمة التي لا تقل أهمية عن القوة العسكرية وانتج مجموعة من الأفلام السينمائية وموّل ورعى ودعم أعمالا تلفزيونية هي الوجه الآخر لإعلامه وتعكس خطابه السياسي.
إزاحة الرواية الحقيقية
ورأى د. عبد القادر المنلا الفنان والإعلامي أن الضخ الفني والإعلامي الذي يقوم به النظام يلعب دورا في إزاحة رواية حقيقية وتثبيت رواية مزيفة، ولديه ميزانيات ضخمة لغسيل سمعته الوسخة.
وقال المنلا إن جميع المسلسلات التي تطرح مسألة الفساد ستظهر في النهاية أن رموز الأجهزة الأمنية سيلقون القبض على الفاسدين وهذا جزء من بروباغندا النظام.
وأضاف ليس هناك من يدعم الفنانيين المعارضين من أجل انجاز دراما فهي تحتاج إلى مؤسسة مشيرا إلى وجود عجز في ظل توجه الثقل باتجاه مؤسسات سياسية.
وقال لو أن المعارضة السياسية تدرك الدور الكبير الذي تلعبه الدراما لأفردت مساحات واسعة من برامجها وخططها.
بروباغندا الأنظمة المستبدة
ورأى الكاتب والروائي ثائر الزعزوع أن الثقافة هي جزء من بروباغندا الأنظمة المستبدة منذ هتلر الذي كان لديه مؤسسات تعنى بالانتاج السينمائي وأيضا كوريا الشمالية وبشار الأسد يسير في هذا الإطار.
وقال الزعزوع إن نظام الأسد يستغل النجاح الذي حققته الدراما السورية وانتبه لهذا الأمر مبكرا وعمل من خلال أجهزته بشكل متكامل في الإنتاج السينمائي و الدراما التلفزيونية على تسويق روايته.
وأضاف الزعزوع أن حديث النظام من خلال الدراما عن الفساد شيئ يدعو للسخرية إذ أنه لا يوجد مسؤول لديه ليس فاسدا بل النظام نفسه عمل جاهدا لإفساد المؤسسات لأنه بغير ذلك لا يضمن استمراره
أفلام النظام
وأنتج النظام مجموعة من الأفلام تصور بطولات الجيش في مواجهة الارهاب كفيلم دم النخل لنجدة أنزور وفيلم “قسم” لسامي نوفل.
وفي الدراما التلفزيونية فقد أظهر مسلسل كسر عضم الذي كتبه علي معين صالح المسؤول السابق في الحرس الجمهوري رموز السلطة بأنهم يحاربون الفساد و ملتزمون بالقانون
ولم ينس القائمون على الدراما سلسلة باب الحارة المستدامه لجذب شرائح واسعة من السكان إلى قنوات النظام، تلك الدراما التي بات ينتجها محمد قبنض صاحب نظرية الطبل والزمر.