فيلم سينمائي تركي باللغة العربية يتحدث عن الحرب في سوريا
المخرج درويش زعيم: "سواقة الذاكرة" يمنح الفرصة للمشاهدين في العالم لرؤية ما حدث في سوريا على حقيقته
قال المخرج التركي درويش زعيم، إن فيلمه “سواقة الذاكرة” الذي يجسد الحرب في سوريا، يمنح مشاهديه فرصة لمشاهدة ما جرى في البلد العربي بموضوعية وواقعية وحياد، من خلال عرض قصص عدد من الشخصيات الحقيقية ودمجها في سيناريو واحد.
وفي مقابلة مع وكالة الأناضول، أوضح زعيم أن “الفيلم يتناول الحرب في سوريا المستمرة منذ أكثر من 10 أعوام، حيث يجمع عدد من القصص الإنسانية ضمن سيناريو واحد”.
وأضاف أن “للحرب السورية أبعاد كثيرة أبرزها الجوانب الإنسانية، والتي استطعت تجسيدها بعد قراءة الأحداث والاستماع إلى روايات السوريين الذين عايشوا الحرب”.
وتابع: “قصة الفيلم مستمدة من شخصيات حقيقية، بينها رواية أحد العاملين في المخابرات السورية والذي وقع في ورطة ضميرية أمام أن يصمت عما يعرفه أو يفصح عنه أمام العالم”.
وأشار إلى أن الفيلم يسرد حكاية رحلة مشوقة، ومن خلال هذه الرحلة يعرض المجموعات المختلفة في سوريا ووجهات نظرها، ما يمنحها الموضوعية في السرد.
وعبر زعيم عن اعتقاده بأن الفيلم “مختلف عن بقية الأفلام التي تناولت الوضع في سوريا من حيث أنها أكثر موضوعية وحيادية، كما أن الأفلام التي تناولت سوريا في معظمها تناولت قصص هروب اللاجئين والنازحين ومحاولات البقاء على قيد الحياة، وهذا أيضا جانب مهم، ولكن مسألة سوريا ليس عبارة عن هذا وحسب”.
ووفق المخرج، فإن “سواقة الذاكرة” يحاول أن يشرح ماذا حدث في سوريا وخاصة في السنوات الأولى للحرب من خلال سرد قصص إنسانية ووجدانية تشكل شهادة على عصر معين، وهذا ما يجعل الفلم متميزا ومختلفا عن غيره، وفق تعبيره.
وأفاد المخرج التركي أنه اختار اللغة العربية للفيلم منذ البداية حتى يكون أقرب للواقعية والحقيقة، مشيراً إلى أن ممثلين عربيين مهمين شاركا في بطولة الفيلم وهما صالح بكري وعلي سليمان.
وأكمل: “معظم الممثلين في الفيلم سوريون، إضافة إلى عدد من الممثلين الفلسطينيين”.
وتابع: “عملنا كثيرا لكي يظهر الفيلم حقيقي وقريب من الواقع وتم تصويره في مدينة غازي عنتاب التركية التي تتشابه كثيرا مع مدينة حلب السورية، لدرجة أن من شاهدوا الفيلم اعتقدوا أن التصوير تم بالفعل في سوريا وباتوا يسألوننا كيف دخلتم إلى سوريا وكيف صورتم هناك”.
وبيّن زعيم أن الفيلم حصل على جوائز عالمية ما يعني أنه حصل على قبول عالمي، معرباً عن رغبته أن يصل العمل للعرب ويشاهدونه.
وأكد أن الفيلم سيمنح الفرصة للمشاهدين في العالم لرؤية ما حدث في سوريا على حقيقته.
وحول الدافع لكتابته وإخراج الفيلم، قال زعيم: “كنت أرى ما يحدث هناك كنت أشعر بالأسى والانزعاج وكان يجب أن أفعل شيء بهذا الخصوص، باعتباري شخص عاش وشهد حرباً في الماضي”.
وبدأ عرض الفيلم في اسطنبول في 31 مارس/آذار المنصرم العرض، وحاز الفيلم على جائزة البرتقالة الذهبية من مهرجان أنطاليا السينمائي، وجائزة هيئة الحكام الشباب من مهرجان سينمد بفرنسا، وجائزة أفضل فيلم أجنبي من مهرجان نيويورك المستقل للأفلام.